هذه الأخبار على الخطأ وجعلناهم لاغين هازلين مشتغلين بما لا يفيد أحداً شيئاً، ولا ينفعه، ويصيركأنهم قد دونوا في أمور الدين ما لا يجوز الرجوع إليه والاعتماد عليه"[1].
ولذا فإننا نرى طوائف الأمة "يستدل كل فريق منهم على صحة ما يذهب إليه بالخبر الواحد، نرى أصحاب القدر يستدلون بقوله صلى الله عليه وسلم "كل مولود يولد على الفطرة" [2]، وبقوله: "خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم" [3]، ونرى أهل الإرجاء يستدلون بقوله: " من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة "، قيل: "وإن زنى وإن سرق؟ " قال: "وإن زنى وإن سرق ""[4].
ونرى الرافضة يحتجون بقوله صلى الله عليه وسلم: " يجاء بقوم من أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم" [5]. [1] مختصر الصواعق المرسلة1-2/505. [2] صحيح مسلم8/52 فما بعدها. ولفظه:"ما من مولودٍ إلا يولد على الفطرة…". [3] شرح النووي لصحيح مسلم17/197، ولفظ مسلم: "خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم…". [4] صحيح مسلم1/66 عن أبي ذر، ولفظه: "ما من عبد قال: لا إله إلا الله ومات على ذلك…". [5] صحيح مسلم8/157، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو جزء من حديث.