responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ التشريع الإسلامي المؤلف : القطان، مناع بن خليل    الجزء : 1  صفحة : 329
لبث أبو حنيفة حتى مال إلى مجالسهم والأخذ عنهم، وأقبل على الفقه بعد أن ألم بطرف من العلوم الإسلامية، وما زال ينهل من معينه حتى صار إمام أهل الرأي.
وعرف أبو حنيفة بكثرة اجتهاده وأخذه بالقياس، متأثرا في ذلك بشيوخه الذين أخذ عنهم؛ فقد كان شيخه حماد بن أبي سليمان، الذي انتهت إليه في عصره رياسة الفقه في العراق، فتتلمذ على إبراهيم النخعي أحد شيوخ مدرسة الرأي.
ولا يعني هذا أن أبا حنيفة لم يأخذ العلم عن أحد آخر سوى حماد؛ فقد أخذ عن عطاء ابن أبي رباح، وعكرمة مولى عبد الله بن عباس، ونافع مولى ابن عمر، وأخذ عن المبرزين في الفقه من أئمة الشيعة، كالإمام زيد بن علي، والإمام جعفر الصادق.
روى أن أبا حنيفة دخل يوما على المنصور وعنده عيسى بن موسى فقال للمنصور: هذا عالم الدنيا اليوم، فقال له: يا نعمان.. عمن أخذت العلم؟ قال: عن أصحاب عمر عن عمر، وعن أصحاب علي عن علي، وعن أصحاب عبد الله بن عباس، فقال له الخليفة: استوثقت لنفسك.
وتطلع أبو حنيفة في حياة شيخه حماد أن يجلس محدثا في المسجد مجلس الرياسة، وواتته الفرصة لتخلفه فترة من الزمن، فجلس- كما روى عن نفسه- مجلس شيخه وعرضت عليه مسائل قرابة ستين، وأجاب عنها، وكتب أجوبتها، فلما عاد حماد عرض إجابتها عليه، قال: فوافقني في أربعين، وخالفني في عشرين، فآليت على نفسي ألا أفارقه حتى يموت؛ فلم أفارقه حتى مات.
وما كاد شيخه حماد يموت سنة 119هـ حتى رأي تلاميذه من أصحاب أبي حنيفة أنه وحده هو الذي يستحق أن يجلس مكان شيخه.

اسم الکتاب : تاريخ التشريع الإسلامي المؤلف : القطان، مناع بن خليل    الجزء : 1  صفحة : 329
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست