responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 52
غَيره وَإِنَّمَا ينتمي إِلَى الْإِسْلَام جملَة وَيفْعل كَمَا يَفْعَله أهل بَلَده فِي صلَاته وَسَائِر عباداته ومعاملاته فَهَذَا قد أراح نَفسه من محنة التعصب الَّتِي يَقع فِيهَا المقلدون وَكفى الله أهل الْعلم شَره فَهُوَ لَا وازع لَهُ من نَفسه يحملهُ على التعصب عَلَيْهِم بل رُبمَا نفخ فِيهِ بعض شياطين المقلدة وسعى إِلَيْهِ بعلماء الِاجْتِهَاد فَحَمله على أَن يجهل عَلَيْهِم بِمَا يوبقه فِي حَيَاته وَبعد مماته
وَأما أَن يكون مرتفعا عَن هَذِه الطَّبَقَة قَلِيلا فَيكون غير مشتغل بِطَلَب الْعلم لكنه يسْأَل أهل الْعلم عَن أَمر عِبَادَته ومعاملته وَله بعض تَمْيِيز فَهَذَا هُوَ تبع لمن يسْأَله من أهل الْعلم إِن كَانَ يسْأَل المقلدين فَهُوَ لَا يرى الْحق إِلَّا فِي التَّقْلِيد وَإِن كَانَ يسْأَل الْمُجْتَهدين فَهُوَ يعْتَقد أَن الْحق مَا يرشدونه إِلَيْهِ فَهُوَ مَعَ من غلب عَلَيْهِ من الطائفيين وَأما أَن يكون مِمَّن لَهُ اشْتِغَال بِطَلَب علم المقلدين وأكباب على حفظه وفهمه وَلَا يرفع رَأسه إِلَى سواهُ وَلَا يلْتَفت إِلَى غَيره فالغالب على هَؤُلَاءِ التعصب المفرط على عُلَمَاء الِاجْتِهَاد ورميهم بِكُل حجر ومدر وإيهام الْعَامَّة بِأَنَّهُم مخالفون لإِمَام الْمَذْهَب الَّذِي قد ضَاقَتْ أذهانهم عَن تصور عَظِيم قدره وامتلأت قُلُوبهم من هَيْبَة من تقرر عِنْدهم أَنه فِي دَرَجَة لم تبلغها الصَّحَابَة فضلا عَمَّن بعدهمْ وَهَذَا وَأَن لم يصرحوا بِهِ فَهُوَ مَا تكنه صُدُورهمْ وَلَا تنطق بِهِ

اسم الکتاب : القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست