responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 105
وينزلون جَمِيع مَا يصدر عَنهُ منزلَة مَا يصدر عَن الْعَامَّة الَّذين لَيْسُوا بقضاة وَلَا مفتين فَجَمِيع مسجلاته الَّتِي يكْتب عَلَيْهَا اسْمه ويحلل فِيهَا الْحَرَام وَيحرم الْحَلَال بَاطِلَة لَا تعد شَيْئا بل لَو كَانَت مُوَافقَة للصَّوَاب لم تعد عِنْدهم شَيْئا لِأَنَّهَا صادرة من قَاض حكم بِالْحَقِّ وَهُوَ لَا يعلم بِهِ فَهُوَ من أهل النَّار فِي الْآخِرَة وَمِمَّنْ لَا يسْتَحق اسْم الْقُضَاة فِي الدُّنْيَا وَلَا يحل تَنْزِيله منزلَة الْقُضَاة الْمُجْتَهدين فِي شَيْء وَبعد هَذَا كُله فَهَذَا القَاضِي المشئوم يحْتَاج إِلَى مداهنة السُّلْطَان وأعوانه المقبولين لَدَيْهِ ويهين نَفسه لَهُم ويخضع لَهُم ويتردد إِلَى أَبْوَابهم ويتمرغ على عتابتهم وَإِذا لم يفعل ذَلِك على الدَّوَام والاستمرار ناكدوه مناكدة تحرج عذره وتوهن قدره وَمَعَ هَذَا فأعوانه الَّذين هم مستدرون لفوائده والمقتنصون للأموال على يَده وَإِن عظموه وفخموه وَقَامُوا بقيامه وقعدوا بقعوده أضرّ عَلَيْهِ من أعدائه لأَنهم يتكالبون على أَمْوَال النَّاس وَيتم لَهُم ذَلِك بِقُوَّة يَده وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ مغفلا غير حَازِم وَلَا مطلع للأمور فتعظم الْمقَالة على القَاضِي وينسب دينهم إِلَيْهِ وَيحمل جَوْرهمْ عَلَيْهِ فَتَارَة ينْسب إِلَى التَّقْصِير فِي الْبَحْث وَتارَة إِلَى التغفيل وَعدم التيقظ وَتارَة إِلَى أَن مَا أَخذه الأعوان فَلهُ فيهم مَنْفَعَة تعود إِلَيْهِ وَلَوْلَا ذَلِك لم يُطلق لَهُم الرسن ولأخلي بَينهم وَبَين النَّاس وَأَيْضًا أعظم من

اسم الکتاب : القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست