اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي الجزء : 1 صفحة : 66
حتى إن المقلد يعتبر عاميًا, وصير لفظ عالم لمن حصل أي علم, لكن بشرط العمل، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [1]، وقال: {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُون} [2].
وقال -عليه السلام: "من يرد به خيرًا يفقه في الدين" [3]، و "إنما العلم بالتعليم" [4].
وقال عمر: تفقهوا أن تسودوا, وقال -عليه السلام: "إن العلماء على منابر من نور يوم القياة" 5. وقال: "خياركم في الإسلام خياركم في الجاهلية إذا فقهوا" 6.
وفي البخاري عن أبي هريرة وزيد بن خالد قالا: كنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فقام رجل فقال: أنشدك الله إلا ما قضيت بيننا بكتاب الله، فقام خصمه وكان أفقه منه فقال: اقض بيننا بكتاب الله وائذن لي, قال: "قل" قال: إن ابني كان عسيفًا على هذا فزني بامرأته, فافتديت منه بمائة شاة وخادم, ثم سألت رجالًا من أهل العلم فأخبروني أن على ابن جلد مائة وتغريب عام, وعلى امرأته الرجم.... الحديث"[7].
فها أنت ترى كيف ابتدأت سمة الفقه والعلم في الإسلام، أما غيرنا من أمم العصر فقد أصبح الفقيه والمتشرع عندهم صفة لمن عرف قوانين الدول, ومارس علم الحقوق إسلامية وغير إسلامية، ومهر في فلسفة القوانين الدولية وكيفية تطبيقها على أحوال الأمم أو الأفراد، نعم ذكر المؤرخون الأثريون أن دولة حمورابي التي كانت في العراق كان لها قانون وجد منقوشًا على حجر يحتوي عى مائة وعشرين مادة، ويغلب على ظنّ المؤرخين أنها دولة عربية، ولكن ذلك الأثر قد اندثر باندثار تلك الأمة التي يعزى تاريخ حياتها إلى نحو ثلاث آلاف [1] فاطر: 28. [2] العنكبوت: 43. [3] البخاري: عن معاوية في العلم "ج1/ 28"، والترمذي عن ابن عباس في العلم "ج5/ 28"، وابن ماجه عن أبي هريرة "ج1/ 80". [4] قال السيوطي في الجامع الصغير: رواه الدراقطني في الأفراد، والخطيب في التاريخ عن أبي هريرة وأبي الدرداء.
5،6" انظر الملحق. [7] أخرجه البخاري في المحاربين "ج8/ 207".
اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي الجزء : 1 صفحة : 66