اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي الجزء : 1 صفحة : 446
وقد تركت أشياء كثيرة من أشباه هذا, وأنا أحب توفيق الله إياك, وطول بقائك لما أرجو للناس في ذلك من المنفعة, وما أخاف من الضيعة إذا ذهب مثلك مع استيناسي بمكانك, وإن نأت الدار فهذه منزلتك عندي ورأيي فيك, فاستيقنه ولا تترك الكتاب إليّ بخبرك, ... إلخ".
نقل هذه الرسالة المذكورة في المجلد الثالث عدد "82" إلى عدد "86" من أعلام الموقعين[1], إلّا أني فصلتها بتراجم تسهيلًا على المطالع، ومحصّل الرسالة أن مالكًا أراد جمع الكلمة على عمل المدينة وحديث أهل الحجاز لقوته بما تقدَّم، لكن الإمام الليث تمسَّك برأيه, وأن ما عليه أهل كل بلد له حجة وأصل.
أما ما انتقده الليث من أقوال الإمام فكله أجاب عنه أصحابه في كتب الفقه والخلافيات، وليس المحل لاستقصاء ذلك، وإنما ذلك الكتاب صورة من صور النزاع الذي كان واقعًا في هذا العصر, وصورة من أصول الفقه. [1] أعلام الموقعين "[3]/ 83".
ترجمة سادسهم الإمام العلم إمامنا وإمام دار الهجرة وأمام الأئمة مالك بن أنس مدخل
...
ترجمة سادسهم: الإمام العلم إمامنا وإمام دار الهجرة وأمام الأئمة مالك بن أنس:
ابن مالك بن أبي عامر الأصبحي -بفتح الهمزة والباء, نسبة إلى أصبح, قبيلة من اليمن كبيرة، بيته بيت علم وفضل، فجدُّه الأعلى أبو عامر, صحابي جليل[1] شهد المشاهد كلها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- خلا بدرًا، وقيل عنه: تابعي مخضرم، وجدُّه الأسفل مالك[2], من كبار التابعين وعلمائهم، وهو أحد الأربعة الذين حملوا عثمان ليلًا إلى قبره، وعم الإمام وهو أبو سهيل[3]، من جُلَّة علماء التابعين وسادتهم, روى عنه في الموطأ، وربما روى مالك عن أبيه عن جدِّه في غير [1] ترجم له ابن حجر في الإصابة "7/ 298"، ولكن قال: ذكره الذهبي في التجريد, ولم أر من ذكره في الصحابة، وقد كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم, وانظر المدارك لعياض "1/ 107". [2] أبو أنس أو أبو محمد، تهذيب التهذيب "10/ 19". [3] واسمه نافع بن مالك بن أبي عامر، تهذيب التهذيب "10/ 409".
اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي الجزء : 1 صفحة : 446