اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي الجزء : 1 صفحة : 412
إبراهيم النخعي عن علقمة[1]، والأسود بن يزيد عن ابن مسعود, هكذا يقول الحنفية، وهو عندي محمول على غير الفقه المبني على القياس والرأي، فقد ثبت أن ابن مسعود كان يذم الرأي ولا يقول بالقياس, وأخذ عنه أبو يوسف[2]، ومحمد بن الحسن، وزفر[3]، وروى عنه وكيع بن الجراح، وابن المبارك[4]، وخلق غيرهم، وكان إمام أهل العراق وفقيه الأمة، وقال عياض[5]: هو ممن سلم لهم حسن الاعتبار وتدقيق النظر والقياس وجودة الفقه، والإمامة فيه, لكن ليس له إمامة في الحديث, ولا استقلال بعلمه, ولا يدعيه ولا يُدَّعى له، ولذلك لا يوجد له في أكثر المصنفات الحديثة ذكر, ولا أخرج له أهل الصحيحين منه ولو حرفًا.
قلت: بل أخرج له النسائي في السنن، والبخاري في جزء القراءة، والترمذي في الشمائل، وثَّقه ابن معين كما في خلاصة تذهيب التهذيب، وقال ابن خلدون في المقدمة: وحاشاه أن يكون جاهلًا بالسنة. وكيف يتصور جهله بها مع إمامته المسلمة في الفقه، وكيف يأخذه عنه جمهور من الأمة، وإنما الذي نفاه عياض الإمامة والتبرز فيه, حتى يكون مثل مالك وابن حنبل مثلًا، وكان في أول أمره تاجرًا يبيع الخز ودكانه معروف، ذا صدق في المعاملة واللهجة، ألّف كتاب الفقه الأكبر, وتقدَّم الكلام عليه. [1] ابن قيس بن عبد الله النخعي أبو شبل. [2] اسمه: يعقوب بن إبراهيم. [3] ابن الهذيل العنبري. [4] عبد الله. [5] ابن موسى أبو الفضل اليحصبي. مسند أبي حنيفة:
قال ابن حجر العسقلاني في كتاب تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة: أما مسند أبي حنيفة فليس من جمعه, والموجود من حديث أبي حنيفة إنما هو كتاب الآثار التي رواها محمد بن الحسن عنه، ويوجد في تصانيف محمد بن الحسن وأبي يوسف قبله من حديث أبي حنيفة أشياء أخرى, وقد اعتنى الحافظ أبو محمد الحارثي[1] وكان بعد الثلاثمائة بحديث أبي حنيفة فجمعه في مجلدة ورتَّبه [1] هو عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي البخاري، الجواهر المضية "1/ 289".
اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي الجزء : 1 صفحة : 412