اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي الجزء : 1 صفحة : 377
الجهابذة.
وكان الدراقطني[1] يقول: يا أهل بغداد لا تظنوا أن أحدًا يكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا حي. وقد تكلم في الأسانيد أيضًا الحسن البصري، وطاوس[3]، وسعيد بن جبير، وطلق بن حبيب، وإبراهيم النخعي[3]، والشعبي[4]، وسليمان التيمي، كما في الترمذي، وابن عون[5]، ومالك كما في مقدمة مسلم، وممَّن تكلَّم في الرجال السفيانان[6]، ويحيى بن سعيد القطان، وابن المبارك، وابن مهدي[7]، ثم ابن معين[8]، وابن المديني[9]، والشافعي، وابن حنبل، وهلم جرَّا، وانظر آخر جامع الترمذي، وقد ألفوا في ذلك تآليف مهمة في تاريخ الرجال وتعديلهم وجرحهم، ككتب ابن معين، وابن أبي حاتم[10]، والبخاري ومَن بعدهم، إلى الخطيب، ثم الذهبي، فابن حجر العسقلاني، وأضرابهم.
وعنه تولَّد تمحيص الأحاديث والحكم عليها بالصحة أو الحسن أو الضعف أو الوضع بحسب رواتها، وأقسام الكذَّابين وأسباب الكذب مبسوط في كتب علوم الحديث، كألفية العراقي وشروحها، وكتب ابن الصلاح، والنووي، وغيرهم، وإن شئت أن تعلم بعض ما وقع في هذا الباب فانظر: موضوعات ابن الجوزي، وتعقب السيوطي على البعض منها، تجدها مرتَّبة على أبواب الفقه، وكل ذلك يزيد وظيفة الفقه صعوبة وأهمية، ومزيد حفظ واطلاع وتبخر وتنقيب، ومع ذلك كله فقد أثَّر افتراق الأمة إلى طوائف: شيعة، وخوراج، وغيرهم، على الفقه كثيرًا، وأصبح لكل طائفة فتاوٍ وآراء وشعب وجدل، وأصبح الحق لا يتبيِّن إلا بتجشم مشاق. [1] علي بن عمر.
2 ابن كيسان اليماني. [3] ابن يزيد. [4] عامر بن شراحيل. [5] عبد الله بن عون بن أبي عون. [6] وهما سفيان بن سعيد الثوري وسفيان بن عيينة. [7] عبد الرحمن. [8] يحيى. [9] علي بن عبد الله. [10] أحمد محمد بن الحسن، انظر تاريخ بغداد "4/ 427".
اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي الجزء : 1 صفحة : 377