اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي الجزء : 1 صفحة : 274
التحلل من النسك قبل استيفاء المناسك, وأن البيان بالفعل أقوى من القول, فكان الأمر كما فهمت.
وفي صحيح مسلم عن ابنها عمر بن أبي سلمة, أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم: أيقبل الصائم؟ قال: "سل هذه" لأم سلمة, فأخبرتها أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع ذلك[1].
الحديث، ولها أقوال وآراء في الفقه مشهورة، لها ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثًا، توفيت سنة "59" تسع وخمسين، وهي آخر أمهات المؤمنين وفاةً -رضي الله عنهنّ جميعًا[2]. [1] أخرجه مسلم في الصوم "[3]/ 137". [2] أم سلمة أم المؤمنين هند بنت أمية: ترجمتها في الإصابة "8/ 150، 221"، والاستيعاب "4/ 1920، 1939"، وأسد الغابة "5/ 650، 588"، وفي الطبعة المغربية، بنت أبي خزيمة وهو خطأ. ترجمة أم المؤمنين زينب بنت جحش
... ترجمة أم المؤمنين زينبت بنت جحش:
هي التي تولى الله تزويجها لرسوله في آية الأحزاب: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ} [1], كانت صوّامة قوامة، كثيرة الإحسان والصدقة، تعمل بيدها دباغة الجلود وتخرزها, وتبيع وتتصدق على الأيتام والأرامل، كان خراجها اثني عشر ألفًا تتصدق به كله, فبلغ ذلك عمر فقال: هذه امرأة يراد بها خير, فبعث لها بألف درهم تستبقيها, فتصدقت بها أيضًا, فعلت ذلك في العام الأول، ثم قالت: اللهم لا يدركني هذا المال من قابل فإنه فتنة. ممن فقهها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يومًا يقسِّم الفيء في رهط من المهاجرين, فتكلَّمت في ذلك، فانتهزها عمر، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: " خل عنها فإنها أواهة" [2] ولما حضرتها الوفاة سنة "20" عشرين قالت: إني أعددت كفني, وإن عمر سيبعث إلي بالكفن, فتصدقوا بأحدهما, وإن استطعتم أن تتصدقوا بحقوي فافعلوا, فكفنوها في كفن عمر وتصدّقوا بكفنها. قالت فيها عائشة: لم تكن امرأة خيرًا منها في الدين وأتقى لله وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد تبذلًا لنفسها في العمل الذي تتصدق وتتقرّب إلى الله[3]. [1] الأحزاب: 37. [2] ذكره الحافظ في ترجمتها في الإصابة. [3] أم المؤمنين زينب بن جحش الأسدية: ترجمتها في الإصابة "7/ 667"، والاستيعاب "4/ 1849"، وأسد الغابة "5/ 463".
اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي الجزء : 1 صفحة : 274