responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي    الجزء : 1  صفحة : 269
ترجمة عبد الله بن رواحة الأنصاري الخزرجي:
أحد قواد الإسلام في البعوث والسرايا، ومن النقباء، وشهد بدرًا وما بعدها، وكان هو الخليفة الثاني بعد جعفر بن أبي طالب في سرية مؤتة, فاستشهد بعد الرئيسين قبله، كان من شعراء الصحابة, ينافح عن رسول الله بسنانه ولسانه، ومن فقهه: سئلت امرأته بعد موته عن صنيعه فقالت: كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلّى ركعتين, وإذا دخل صلى ركعتين, لا يدع ذلك. قالوا: وكان أول خارج للغزو وآخر قافل، ومن ذلك أيضًا ما نزل: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [1]، قال عبد الله بن رواحة: علم الله أني منهم, فأنزل الله: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [2] وهذا تمسك بالعموم حتى يرد المخصص، ومن ذلك أنه أنشد بين يدي رسول الله عند دخوله مكة:
خلوا بني الكفار عن سبيله ... اليوم نضربكم على تأويله
ضربًا يزيل الهمام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله
فقال عمر: يا ابن رواحة, أفي حرم الله وبين يدي رسول الله تقول هذا الشعر, فقال: "خلّ عنه يا عمر, فوالذي نفسي بيده لكلامه عليهم أشد من وقع النبل" [3]، ومن ذلك ما في الزهد لأحمد عن أنس: كان ابن رواحة إذا لقي الرجل من أصحابه يقول: تعالى نؤمن بربنا ساعة. الحديث، وفيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "رحم الله ابن رواحة, إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة" [4]، وقال أبو الدرداء: لقد رأيتنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره في اليوم الحارّ الشديد، وما في القوم صائم إلّا رسول الله -صلى الله عليه وسلم, وعبد الله بن رواحة[5].
ومن ذلك أنه مشى ليلة إلى أمته فجامعها، وفطنت امرأته فلامته، فجحد والحال أنها عاينت، فقالت: إن كنت صادقًا فاقرأ القرآن فالجنب لا يقرؤه، فقال:

[1] الشعراء: 224.
[2] الشعراء: 227.
[3] أخرجه النسائي "5/ 159".
[4] أحمد في المسند عن أنس بن مالك "3/ 265".
[5] متفق عليه: البخاري "3/ 44"، ومسلم "3/ 145".
اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي    الجزء : 1  صفحة : 269
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست