اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي الجزء : 1 صفحة : 251
وهو من كُتَّاب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم, بل هو أوّل من كتب له بعد الهجرة، وهو من فقهاء الصحابة وعلمائهم، وهو أوّل من كتب في آخر المكاتب وكتب فلان بن فلان، وكان له مصحف يقرؤ عليه، وحُرِقَ زمن عثمان، روى عنه عمر، وعبادة بن الصامت، وغيرهما من كبار الصحابة، وكان عمر يسميه سيد المسلمين، ويسأله عن المعضلات، ويتحاكم إليه إذا وقع خلاف بينه وبين الصحابة، وناهيك بهذا المرتبة رجل يرضى عمر بحكمه، وقال مسروق[1]: كان ثلاثة من الصحابة يدعون قولهم لقول ثلاثة: ابن مسعود يدع قوله لقول عمر، وأبو موسى لقول علي، وزيد بن ثابت لقول أُبَيّ بن كعب.
توفى في خلافة عمر سنة "19", وقيل في خلافة عثمان قبل موته بجمعة[2]. [1] تقدمت ترجمته. [2] أُبَيّ بن كعب الأنصاري الخزرجي النجاري: ترجمته في الإصابة "[1]/ 27"، والاستيعاب "[1]/ 65"، وأسد الغابة "[1]/ 49". ترجمة أبو موسى عبد الله بن قيس:
الأشعري، الكوفي، من السابقين الأولين، هاجر الهجرتين، واستعمله النبي -صلى الله عليه وسم- على زبيد وعدن وأعمالهما، واستعمله عمر على البصرة، فافتتح الأهواز وأصبهان، ثم استعمله عثمان على الكوفة بطلب من أهلها، فتفقّه به أهلها، ثم كان أحد الحكمين بصفين، ثم اعتزل الفريقين، كان من القراء أحسن الناس صوتًا ونغمة، ممن يحسن القراءة ويجودها.
قال فيه -عليه السلام: "لقد أوتي مزمارًا من مزامير آل داود" [1]، وكان [1] متفق عليه: البخاري في فضائل القرآن "6/ 241"، ومسلم في المساجد "2/ 193"، ولفظهما: $"لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود".
اسم الکتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي المؤلف : الحجوي الجزء : 1 صفحة : 251