responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البرهان في أصول الفقه المؤلف : الجويني، أبو المعالي    الجزء : 1  صفحة : 51
مرتبة وأما من زعم أنها للجمع فهو أيضا متحكم فإنا على قطع نعلم أن من قال رأيت زيدا وعمرا لم يقتض ذلك أنه رآهما معا.
فإذا مقتضى الواو العطف والإشتراك وليس فيه إشعار بجمع ولا ترتيب.
نعم قد ترد في غير غرض المسألة بمعنى الجمع إذا قلت لا تأكل السمك وتشرب اللبن أي لا تجمع بينهما ومنه قول الشاعر1:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم.
فلا تكون الواو عاطفة في ذلك فإن أردت العطف قلت لا تأكل السمك وتشرب اللبن وأنت تعني النهي عن كل واحدة منهما والمعنى لا تأكل السمك ولا تشرب اللبن وترد الواو في باب المفعول معه بمعنى "مع" تقول استوى الماء والخشبة وجاء البرد والطيالسة قال سيبويه رحمه الله قد ترد [الواو] بمعنى إذ وهي التي تسمى واو الحال قال الله سبحانه وتعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} [2] أي إذ طائفة [ {قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} ] .
93- فأما الفاء فإن مقتضاها التعقيب[3] والتسبيب[4] والترتيب[5].

1 هذا البيت من كلمة لأبي الأسود الدؤلي الذي ينسب إليه وضع علم النحو وهو من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وقد استشهد به جماعة منهم: سيبويه "1/414" ونسبه للأخطل وابن هشام في: "أوضح المسالك" 2/170 وفي "شذور الذهب" ص "212 و 277" و "القطر" ص "79" وابن عقيل 2/262.
[2] آية "154" سورة آل عمران.
[3] التعقب: يعني أن الثاني بعد الأول بلا مرحلة فإذا قلت حضر عمرو فزيد. فقد عنيت أن زيدا جاء بعد عمرو ولم يكن بينهما مهلة.
[4] ويشترط في "الفاء" إذا كانت للسببية أن تسبق بنفي محض كقوله تعالى: {لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} وقولك: "ما تأتينا فتحدثنا, أو طلب, وهو على ثمانية أقسام: الأول: الأمر, كقوله:
يا ناق سيري عنقا فسيحا ... إلى سلمان فنستريحا
الثاني: النهي نحو قوله تعالى: {وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} . الثالث: التخصيص نحو: {لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ} . والرابع: التمني نحو: {لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ} . الخامس: الترجي نحو: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ} . السادس: والدعاء كقوله:
رب وفقني فلا أعدل عن ... سنن الساعين في خير سنن
السابع: الاستفهام كقوله:
هل تعرفون لباناتي فأرجو أن ... تقضى فيرتد بعض الروح للجسد
الثامن: العرض كقوله:
يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما ... قد حدثوك فما راء كمن سمع
"قطر الندى" ص "71 - 76".
[5] الترتيب: يعني إن الثاني بعد الأول.
اسم الکتاب : البرهان في أصول الفقه المؤلف : الجويني، أبو المعالي    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست