اسم الکتاب : نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر - ت عتر المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 64
هذا مع اتِّفاقِ العُلماءِ على أنَّ البُخاريَّ كانَ أَجلَّ مِن مُسْلِمٍ في العُلومِ وأَعْرَفَ بصِناعةِ الحَديثِ مِنهُ [1] ، وأَنَّ مُسلماً تِلْميذهُ وخِرِّيجُهُ، ولم يزَلْ يَسْتَفيدُ منهُ ويتَتَبَّعُ [2] آثارَهُ حتَّى «لقد» [3] قالَ الدَّارَقُطنِيُّ: لولا البُخاريُّ لَما [4] راحَ مُسْلِمٌ {ط / [6] ب} ولا جَاءَ.
ومن ثَمَّ [5] ؛ أي: «و» [6] من هذه الحيثيَّةِ [7] - وهي أَرجحيَّةُ شَرْطِ البُخاريِّ على غيرِه - قُدِّمَ «صحيحُ البُخاريِّ» {ظ / [11] ب} على غيرِه [8] من الكُتُبِ المُصَنَّفةِ في الحديثِ.
ثمَّ صحيحُ مُسْلِمٍ؛ {ب / [7] أ} لمُشارَكَتِه للبُخاريِّ في اتِّفاقِ العُلماءِ على تَلَقِّي كِتابِهِ بالقَبولِ أَيضاً، سوى ما عُلِّلَ.
ثمَّ يُقَدَّمُ في الأرجحيَّةِ من حيثُ الأصحِّيَّةُ ما وافَقَهُ [9] شَرْطُهُما؛ لأنَّ المُرادَ به رواتُهُما {ن / [8] ب} معَ باقي شُروطِ [10] الصَّحيحِ، ورواتُهما قد حَصَلَ الاتِّفاقُ على القَوْلِ [11] بتَعديلِهِمْ [12] بطريقِ اللُّزومِ، فهم مُقَدَّمونَ على غيرِهم في رِواياتِهم، وهذا أَصلٌ لا يُخْرَجُ عنهُ إِلاَّ بدليلٍ.
فإِنْ كانَ الخَبَرُ على شَرْطِهما معاً؛ كانَ {أ / [9] ب} دونَ ما أَخرَجَهُ [13] مسلمٌ أَو مثله.
وإِنْ كانَ على شَرْطِ أَحَدِهما؛ فيُقَدَّمُ شَرْطُ البُخاريِّ وحْدَه على شرطِ مُسلمٍ وحدَه تَبَعاً لأصلِ كُلٍّ منهُما.
فخَرَجَ {هـ / [10] أ} لنا مِن هذا [14] سِتَّةُ أَقسامٍ تتفاوتُ دَرَجاتُها في الصِّحَّةِ.
وثَمَّةَ [15] قسمٌ سابعٌ، وهو ما ليسَ على شرطِهما [16] اجتِماعاً [17] وانْفراداً.
وهذا [1] في «ظ» : وأعرف منه بصناعة الحديث. [2] في «ن» و «هـ» و «ط» : ويتبع. [3] زيادة من «ن» و «هـ» و «ظ» ، وفي «ص» : قد. [4] في «ط» : ما. [5] في «ظ» : ثمة. [6] زيادة من «ن» و «ب» و «ط» . [7] في «هـ» و «أ» و «ب» : الجهة. [8] في «هـ» غير. [9] في «ط» : وافق. [10] في «ظ» : الشروط. [11] في «ظ» : القبول. [12] في «ظ» : بتعديلهما. [13] في «ط» : خرجه. [14] في «ط» : هذه. [15] في «ط» و «هـ» و «ص» و «أ» و «ب» : وثم، وفي «ن» : ثم. [16] في «ظ» : شروطهما. [17] في «ن» : إجماعاً.
اسم الکتاب : نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر - ت عتر المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 64