اسم الکتاب : منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث المؤلف : بشير علي عمر الجزء : 1 صفحة : 94
فجعلوا حد الجهالة رواية أقل من اثنين عن الراوي وارتفاعها برواية اثنين عنه فأكثر.
وأما الإمام أحمد فمنهجه في ذلك يختلف، فالنظر في صنيعه في هذا المضمار يدل على أنه رحمه الله لا يعتبر رواية عدد معين من الرواة عن الراوي حداًّ فاصلاً لما ترتفع به جهالتُه عنده، ويدل على ذلك أمور، منها:
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "قلت لأبي: سعيد بن جمهان1 هذا، هو رجل مجهول؟ قال: لا، روى عنه غير واحد: حماد بن سلمة، وحماد بن زيد، والعوام بن حوشب، وحشرج بن نباتة" 2.
فاعتل رحمه الله لعدم جهالته براوية جماعة من الرواة عنه ـ وعددهم أربعة ـ مما يدل على أن من روى عنه جماعة بهذا العدد لا يوصف بالجهالة.
وسأله عبد الله أيضاً عن نافع مولى أبي قتادة 3 فقال: "معروف، روى عنه صالح بن كيسان وأظن الزهري" 4.
فجعله معروفاً مع أنه لم يذكر له راوياً غير صالح بن كيسان والزهري.
1سعيد بن جمهان ـ بمضمومةٍ وسكون ميم ـ الأسلمي البصري أبو حفص. ذكر له المزي ستة من الرواة، وروى عن سفينة مولى رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تهذيب الكمال 10/376، وتهذيب التهذيب 4/14، المغني في ضبط أسماء الرجال ص62.
وقد وثقه أحمد في رواية المروزي العلل ومعرفة الرجال ـ برواية المروذي وغيره ص106 رقم173، وأبو داود وغيرهم. وقال فيه ابن حجر: صدوق له أفراد تقريب التهذيب 3929.
2العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله 2/314 رقم2390.
3هو نافع بن عباس ـ ويقال له: الأقرع ـ أبو محمد مولى أبي قتادة. روى له الجماعة، وذكر المزي جماعة رووا عنه غير صالح بن كيسان، والزهري، ووثقه غير واحد.
انظر: تهذيب الكمال 29/278- 279.
4العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله 3/732 رقم4571.
اسم الکتاب : منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث المؤلف : بشير علي عمر الجزء : 1 صفحة : 94