اسم الکتاب : منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث المؤلف : بشير علي عمر الجزء : 1 صفحة : 395
وأخطأ فيه، فإن قوله: خلق الذكر، يختلف في المعنى عن: كتب الذكر، لأن الأول يقتضي أن القرآن مخلوق، لأن القرآن هو الذكر، وقد احتج بهذه الرواية على خلق القرآن بعضُ من ناظر الإمام أحمد أمام المعتصم زمن المحنة، فقال أحمد: هذا خطأ، حدثنا غير واحد: "إن الله كتب الذكر". ا. هـ[1].
3. قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى، عن حُميد، عن أنس أن بني سلِمة أرادوا أن يتحولوا من ديارهم إلى قُرب المسجد، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُعرى المسجدُ، فقال: "يا بني سلِمة، ألا تحتسبون آثاركم؟ " فأقاموا. قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: أخطأ فيه يحيى بن سعيد، وإنما هو: أن تُعرى المدينةُ، فقال يحيى: المسجد، وضرب عليه أبي هاهنا، وقد حدثنا به في كتاب يحيى بن سعيد[2].
هذا الحديث رواه الإمام أحمد من غير حديث يحيى بن سعيد القطان، فرواه من حديث محمد بن أبي عدي[3]، ومن حديث عبد الله بن بكر السهمي[4]، وهو عند البخاري[5]، وابن ماجه[6]، وابن أبي شيبة[7]، والبيهقي[8]، كلهم بلفظ: "فكره أن تُعرى المدينة".
وجه إعلال الإمام أحمد للحديث:
أعلّ الإمام أحمد رواية شيخه يحيى بن سعيد القطان لهذا الحديث حيث [1] حلية الأولياء 9/199، سير أعلام النبلاء 11/245. [2] المسند 20/238-239 ح12876. وذكر عبد الله هذه الرواية في العلل أيضاً 3/82-83 رقم4280، 4283. [3] المسند 19/90 ح12033. [4] المسند 21/296 ح13770. [5] صحيح البخاري مع فتح الباري 2/139 ح655، 656، 4/99 ح1887. [6] سنن ابن ماجه 1/258 ح784. [7] مصنف ابن أبي شيبة 2/22 ح6007. [8] السنن الكبرى 3/64.
اسم الکتاب : منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث المؤلف : بشير علي عمر الجزء : 1 صفحة : 395