اسم الکتاب : منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث المؤلف : بشير علي عمر الجزء : 1 صفحة : 39
المبحث الثالث: إمامته ومكانته عند علماء الحديث
كان الإمام إمام الدنيا ـ كما نعته عبد الله بن محمد بن عبد العزيز[1]، وكان رحمه الله تعالى "عظيم الشأن، رأساً في الحديث، وفي الفقه، وفي التألُّه، أثنى عليه خلق من خصومه، فما الظن بإخوانه وأقرانه" [2].
وثناء الأئمة النقاد عليه كثير موفور استفاضت كتب التراجم بنقله وروايته، بما يغني عن تكراره في هذا التعريف[3]، وفيما يلي نماذج دالة على حفظه ومعرفته بالعلل وصحيح الآثار من سقيمها واعتماد الحفاظ على قوله ورجوعه إلى رأيه:
1- صالح بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبى يقول: "مات هشيم وأنا ابن عشرين سنة، وأنا أحفظ ما سمعت منه، ولقد جاء إنسان إلى باب ابن علية ومعه كتب هشيم، فجعل يلقيها عليّ وأنا أقول: إسناد هذا كذا ... فجاء المعيطي، وكان يحفظ، فقال له: أجبه فبقي، ولقد عرفت من حديثه ما لم أسمعه" [4].
2- قال ابن أبي حاتم: سمعت محمد بن مسلم بن وارة، وسئل عن على ابن المديني ويحيى بن معين أيهما كان أحفظ؟ قال: "على كان أسرد وأتقن، [1] انظر: مقدمة الكامل في ضعفاء الرجال ص118. [2] سير أعلام النبلاء 11/203ص. [3] انظر: تقدمة الجرح والتعديل ص292-فما بعد، ومقدمة الكامل في الضعفاء، ص118-119، وحلية الأولياء 9/163، وتاريخ بغداد 4/416فما بعد، وسير أعلام النبلاء 11/185- 205. [4] تقدمة الجرح والتعديل ص295-296.
اسم الکتاب : منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث المؤلف : بشير علي عمر الجزء : 1 صفحة : 39