responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر المؤلف : على عبد الباسط مزيد    الجزء : 1  صفحة : 178
وقد امتازت عن غيرها من الصحابة أنها سمعت تلك الأحاديث مشافهة من النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنها انفردت برواية أحاديث لم يروها عنه غيرها لمكانتها عنده.
ولذلك يرجع الفضل إليها في نقل السنة النبوية ونشرها بين الناس، ولو لم تنقلها لضاع قسم كبير منها، خاصة في الأمور التي تتعلق بتصرفات النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيته ومع أهله.
وكان حفظها لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإتقانه مرجعًا للصحابة فيما اختلفوا فيه من الأحاديث، فيجدون عندها الجواب الشافي الذي يحسم الخلاف ويرد الشك[1]، وقد كان أبو هريرة من عادته الجلوس إلى حجرة عائشة يُسمعها ما يحدث به الناس، ثم يقول: "يا صاحبة الحجرة، أتنكرين مما أقول شيئًا؟ "[2].
وقد بلغت درجة عالية في التمكن من العلم حتى صارت مرجعًا لكبار الصحابة، و"صار معاوية في خلافته يكتب إليها سائلًا عن حكم، أو حديث، أو شيء من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يطمئن إلى يقين مما يسمع من غيرها حتى يرد عليه جوابها فيبرد صدره"[3].
- فقهها رضي الله عنها:
إن عائشة -رضي الله عنها- كانت فقيهة جدًّا حتى قيل: إن ربع الأحكام الشرعية منقول عنها[4]، وجزم الإمام الزهري بأنها أفقه نساء الأمة على الإطلاق[5]، وذكر ابن حزم أن فتواها يمكن أن تجمع في سِفْرٍ ضخم[6].

[1] وقد حظيت استدراكاتها على الصحابة باهتمام العلماء، وصنفوا في ذلك، كما فعل الزركشي في الإجابة، وأبو منصور عبد المحسن بن محمد البغدادي "411-489هـ" وغيرهم.
[2] صحيح مسلم "4/ 194" فضائل أبي هريرة عن عائشة "2493".
[3] انظر: مسند الإمام أحمد بن حنبل "6/ 87"، دار صادر بيروت.
[4] فتح الباري، ابن حجر "7/ 17"، دار الريان للتراث، القاهرة ط2، 1987م.
[5] سير أعلام النبلاء، الذهبي "2/ 135".
[6] تلقيح فهوم أهل الأثر، لابن الجوزي "ص305" مكتبة الآداب، القاهرة، وكذا جوامع السيرة، لابن حزم "ص134" طبعة كراتشي.
اسم الکتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر المؤلف : على عبد الباسط مزيد    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست