اسم الکتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر المؤلف : على عبد الباسط مزيد الجزء : 1 صفحة : 118
ورُوي عن ابن عمر أنه كان يتبع أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وآثاره وحاله، حتى كان قد خيف على عقله من اهتمامه بذلك[1].
وروى وكيع عن أبي مودود، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان في طريق مكة يقول برأس راحلته يثنيها ويقول: لعل خُفًّا يقع على خف، يعني: خف راحلة النبي صلى الله عليه وسلم[2].
ورُوي عن نافع أن ابن عمر كان يتبع آثار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان مكان صلى فيه، حتى إن النبي -صلى الله عليه وسلم- نزل تحت شجرة، فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة، فيصب في أصلها الماء لكيلا تيبس[3].
وقال نافع: عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو تركنا هذا الباب للنساء"، قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات[4].
وروى عاصم بن محمد العمري، عن أبيه قال: ما سمعت ابن عمر ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا بكى[5].
وروى عكرمة بن عمار عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه: أنه تلا: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} [النساء: 41] فجعل ابن عمر -رضي الله عنهما- يبكى حتى لثِقَت لحيته وجيبه من دموعه، فأراد رجل أن يقول لأبي: أقْصِر، فقد آذيتَ الشيخ[6].
وروى عثمان بن واقد عن نافع: كان ابن عمر إذا قرأ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد: 16] بكى حتى يغلبه البكاء [7]. [1] سير أعلام النبلاء "3/ 213". [2] سير أعلام النبلاء "3/ 237"، حلية الأولياء "1/ 310". [3] أسد الغابة "3/ 341"، سير أعلام النبلاء "3/ 213". [4] طبقات ابن سعد "4/ 162" بإسناد صحيح، وسير أعلام النبلاء "3/ 213". [5] سير أعلام النبلاء "3/ 214". [6] طبقات ابن سعد "4/ 162"، سير أعلام النبلاء "3/ 214". [7] الحلية "1/ 305" بسند صحيح، وسير أعلام النبلاء "3/ 214".
اسم الکتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر المؤلف : على عبد الباسط مزيد الجزء : 1 صفحة : 118