اسم الکتاب : مدرسة الحديث في مصر المؤلف : محمد رشاد خليفة الجزء : 1 صفحة : 54
وسبعمائة، سمع من القاضي سنجر والقاضي تقي الدين الأخنائي المالكي، وحفظ الحاوي والإلمام لابن دقيق العيد، وأقبل على علم الحديث فأخذ عن جماعة منهم العلاء التركماني وانتفع به، وسمع من عبد الرحيم بن شاهد الجيش وابن عبد الهادي، قرأ بنفسه على الشيخ شهاب الدين بن البابا، وأدرك أبا الفتح الميدومي فأكثر عنه -وهو من أعلى مشايخه إسنادًا- كما سمع من ابن الملوك وغيره، ثم رحل إلى دمشق فسمع من ابن الخباز ومن أبي عباس المرداوي ونحوهما، وعني بهذا الشأن ورحل فيه مرات إلى دمشق وحلب والحجاز، وأراد دخول العراق ففترت همته من خوف الطريق، ورحل إلى الإسكندرية، ثم عزم على التوجه إلى تونس فلم يقدر له ذلك، وتخرج عليه غالب أهل عصره، ومن أخصهم به نور الدين الهيثمي، فقد دربه وعلمه كيفية التخريج والتصنيف، ومنهم الحافظ ابن حجر وطبقته، ومنهم ولده ولي الدين أبو زرعة العراقي، وقد ولي قضاء المدينة سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، ثم سكن القاهرة وأنجب بها ولده القاضي ولي الدين وكان الإسنوي يصغي لمباحثه ويستحسن كلامه في الأصول ويثني على فهمه ويقول: إن ذهنه صحيح إلا بحضرته، وقال العز بن جماعة: كل من يدعي الحديث بالديار المصرية سواه فهو مدع، أملى في القاهرة أربعمائة مجلس وستة عشر مجلسًا ابتداء من سنة خمس وتسعين وسبعمائة، توفي رحمه الله عام ست وثمانمائة[1].
4- الحافظ الهيثمي:
نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صالح الشافعي، ولد في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن، ثم صحب الزين العراقي ولم يفارقه سفرًا ولا حضرًا حتى مات، ورافقه في جميع مسموعاته بمصر والحرمين وبيت المقدس ودمشق وبعلبك وحمص وحلب وحماه وطرابلس وغيرها، ولم ينفرد أحدهما عن الآخر إلا بمسموعات يسيرة وشيوخ قليلة، ولم يكن الزين العراقي يعتمد في شيء إلا عليه، وزوجه ابنته، ورزق منها عدة أولاد، وكتب كثيرًا من تصانيف الزين وقرأ عليه أكثرها، قال البرهان الحلبي: إنه كان من محاسن القاهرة ومن أهل الخير، غالب نهاره في اشتغال وكتابة مع ملازمة خدمة الشيخ في أمر وضوئه وثيابه وكان معه كالعبد مع سيده، وقال الأفقهسي: كان إمامًا عالمًا حافظًا زاهدًا متواضعًا متوددًا إلى الناس ذا عبادة وتقشف وورع، واتفق الأئمة في الثناء على دينه وزهده وورعه، توفي رحمه الله في ليلة الثلاثاء تاسع عشر من رمضان عام سبع وثمانمائة بالقاهرة، ودفن من الغد خارج باب البرقية[2].
5- الأفقهسي:
صلاح الدين خليل بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن المصري أبو سعيد، ولد سنة ثلاث وستين وسبعمائة، ونشأ فحفظ القرآن واشتغل بالفقه قليلًا، كما اشتغل [1] الضوء اللامع ج4 ص171، البدر الطالع ج1 ص354 والشذرات ج7 ص55. [2] الضوء اللامع ج5 ص200 والبدر الطالع ج1 ص441 والشذرات ج7 ص70.
اسم الکتاب : مدرسة الحديث في مصر المؤلف : محمد رشاد خليفة الجزء : 1 صفحة : 54