اسم الکتاب : شبهات حول السنة المؤلف : عفيفي، عبد الرزاق الجزء : 1 صفحة : 56
وحيث إن الشيء الذي قاله الرسول عليه الصلاة والسلام وأشباهه مما رجع عنه مثل هذه الأمور الاجتهادية، فهذا يدلنا على أنه قال باجتهاده، ولهذا رجع عنها، أما الذي لا مدخل للاجتهاد فيه مثل حديث الذباب إنما مثله يقال من طريق الوحي، بدليل التعليم الذي أشعر بذلك كما تقدم في السؤال السابق.
وحيث إنه لم يقل فيه صلى الله عليه وسلم: «أنتم أعلم بأمور دنياكم» ، ولم يرجع عنه، ولم يعارضه أحد، فهذا محمول على أنه وحي من الله.
أما ما كان في مسألة النخيل فهو من الأمور التي تؤخذ بالتجارب، وكذلك مسألة النزول على غير ماء في بدر، حين قال الصحابة رضي الله عنه: «أهو الرأي أو هو من الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: هذا هو الرأي. قالوا: لا، الرأي أن ننزل على الماء» [1] وهذا يبين أنه أمر اجتهادي. [1] ذكر العلامة الألباني رضي الله عنه أن سند هذا الحديث ضعيف، وانظر: تخريجه لكتاب فقه السيرة للشيخ الغزالي رحمه الله.
اسم الکتاب : شبهات حول السنة المؤلف : عفيفي، عبد الرزاق الجزء : 1 صفحة : 56