اسم الکتاب : بحوث في تاريخ السنة المشرفة المؤلف : العمري، أكرم الجزء : 1 صفحة : 175
وأخبار اليمن وصحار العبدي والشرقي بن القطامي وغيرهم[1] وقد استمر الاهتمام بالأنساب خلال القرنين الأول والثاني الهجريين ولكن التأليف في الأنساب بدأ في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري، ولعل أول من ألف في الأنساب بعد محاولة الزهري التي لم تتم هو أبو اليقظان النسابة "ت190هـ" ومعاصره مؤرج بن عمرو السدوسي "ت195هـ" وهشام بن الكلبي "ت204هـ" ولا غرابة في أن يكون هؤلاء الثلاثة عراقيين فقد تركزت في العراق فعاليات النسابين خلال القرنين الأولين للهجرة في الكوفة والبصرة وهما مركزان نشيطان للقبال العربية[2].
ولم يقتصر الاهتمام بالأنساب على النسابين الذين كانت الأنساب مادتهم الرئيسية فقد اهتم المحدثون أيضا منذ القرون الأولى بالأنساب فلا نجد محدثا كبيرا إلا وله علم بالنسب وممن عرف بذلك سعيد بن المسيب أحد كبار التابعين، وقد تابعه في الاهتمام بالأنساب ابنه محمد بن سعيد[3] وتلميذه محمد بن شهاب الزهري الذي يقول: "ما خططت سوداء في بيضاء إلا نسب قومي"[4] وقتادة بن دعامة السدوسي الذي قال فيه أبو عمرو بن العلاء: "أنه كان من أنسب الناس"[5]، والقاسم بن ربيعة وكان الحسن البصري إذا سئل النسب، قال: "عليكم بالقاسم بن ربيعة"[6].
وترجع عناية المحدثين بالأنساب إلى أهميتها في معرفة رواة الحديث ولذلك فقد استمر الاهتمام بالأنساب في أوساط المحدثين خلال القرن الثاني الهجري وعندما ظهرت المصنفات في رجال الحديث احتوت مادة غزيرة في [1] ابن النديم: الفهرست، 137-138. [2] الدوري: نشأة علم التاريخ عند العرب، 34. [3] ابن حزم: جمهرة أنساب العرب، 5. [4] الرامهرمزي: المحدث الفاصل، 52. [5] الذهبي: تذكرة الحفاظ، 1/ 123. [6] ابن سعد: الطبقات الكبرى، 7/ 152.
اسم الکتاب : بحوث في تاريخ السنة المشرفة المؤلف : العمري، أكرم الجزء : 1 صفحة : 175