اسم الکتاب : بحوث في المصطلح المؤلف : ماهر الفحل الجزء : 1 صفحة : 138
فالذي يترجح رِوَايَة الجمع عن أيوب، فيعدّ أيوب ممن بيّن الإدراج، وبالتالي فتترجح رِوَايَة الجمع ممن بَيّنَ الإدراج في روايتهم عن هشام بن عروة، ويؤيد هَذَا قَوْل الْخَطِيْب: ((رَوَى كافة أصحاب هشام بن عروة عَنْهُ حَدِيْث الوضوء من مس الذكر خاصة، وَلَمْ يذكر أحد مِنْهُمْ الأنثيين والرفغين في روايته)) [1] .
وَقَدْ حكم الْخَطِيْب البغدادي عَلَى عَبْد الحميد بن جعفر بتفرده بالإدراج عن
هشام بن عروة [2] . واعترض عليه الحافظ العراقي برواية أبي كامل الجحدري [3] الَّتِيْ مضى الكلام عَلَيْهَا، وبرواية ابن جريج، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان، عن بسرة بلفظ: ((إذا مس أحدكم ذكره أو أنثييه)) [4] .
والذي يبدو أن حكم الْخَطِيْب حكم مقيد لا مطلق، والمقيد ذهني إِذْ أنه عنى التفرد من طريق يعتد بِهَا، أما هاتان الطريقان فلا اعتماد عليهما لما يأتي:
أما رِوَايَة أبي كامل فَقَدْ بينا أنه خالف فِيْهَا جمهور الرُّوَاة عن أيوب، فلا يلتفت إِلَيْهَا. وأما رِوَايَة ابن جريج فَقَدْ حكم الدَّارَقُطْنِيّ والحافظ ابن حجر عَلَيْهَا بالإدراج
أَيْضاً [5] .
وهناك طريقان آخران عن هشام بن عروة ورد فيهما الإدراج [6] :
فَقَدْ رَوَى مُحَمَّد بن دينار، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن بسرة هَذَا الْحَدِيْث مدرجاً، وروايته أخرجها: الطبراني [7] ، والدارقطني [8] .
ومحمد بن دينار ليس ممن يعتمد عَلَى حفظه [9] . [1] الفصل: 235. [2] الفصل للوصل: 233. [3] انظر: شرح التبصرة والتذكرة 1/404. [4] أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في " سننه " 1/148. [5] انظر: النكت عَلَى كتاب ابن الصَّلاَحِ 2/830. [6] انظر: النكت عَلَى كتاب ابن الصَّلاَحِ 2/830. [7] في الكبير 24/158 (517) . [8] في العلل 5/الورقة 196 أ. [9] انظر: ميزان الاعتدال 3/541.
اسم الکتاب : بحوث في المصطلح المؤلف : ماهر الفحل الجزء : 1 صفحة : 138