اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 684
الأمر كما قال الله: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [1], وكما قال: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [2]. [1] الرعد، ص: 33. [2] سورة الحج: 46.
"طبقات العلماء والرواة":
وهذا فن مهم, فإنه قد يتفق اثنان في اللفظ فيظن أن أحدهما هو الآخر فيتميز ذلك بمعرفة طبقاتهما, ومن فوائده أيضا:
1- إمكان الاطلاع على تبيين التدليس.
2- والوقوف على حقيقة المراد من العنعنة أهي تفيد الاتصال أم الانقطاع؟
قال السخاوي: وبين علم الطبقات وبين علم التاريخ عموم وخصوص وجهي[1]، فتجتمعان في التعريف بالرواة، وينفرد التاريخ بالحوادث، والطبقات بما إذا كان في البدريين مثلا من تأخرت وفاته عمن لم يشهدها لاستلزامه تقديم المتأخر الوفاة.
قال: وقد فرق بينهما بعض المتأخرين: بأن التاريخ ينظر فيه بالذات إلى المواليد والوفيات، وبالعرض إلى الأحوال، والطبقات ينظر فيها إلى الأحوال، وبالعرض إلى المواليد والوفيات ولكن الأول أشبه.
والطبقة في اللغة: القوم المتشابهون.
وفي الاصطلاح قوم تقاربوا في السن، واشتركوا في الأخذ عن الشيوخ بأن يكون شيوخ هذا هم شيوخ الآخر، أو يقاربوا شيوخه.
وقد يكون الراويان من طبقة باعتبار، لمشابهته لها من وجه، ومن طبقتين باعتبار آخر لمشابهته لها من وجه آخر كأنس بن مالك وأمثاله من أصاغر الصحابة هو مع العشرة المبشرين بالجنة في طبقة الصحابة، [1] العموم والخصوص الوجهي: أن يجتمع الأمران في شيء وينفرد كل منهما في شيء آخر وأما العموم والخصوص المطلق فهو أن يجتمع الأمران في شيء وينفرد الأعم منهما.
اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 684