responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد    الجزء : 1  صفحة : 58
"الحديث في عهد الصحابة وكبار التابعين":
ما إن توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجاوز الرفيق الأعلى حتى كثر عدد من كان يكتب من الصحابة, إذ لم يعد هناك تحرج من الكتابة, لأن معظم الاعتبارات التي ذكرناها في توجيه النهي عن الكتابة لم تعد موجودة, فالقرآن كله قد كتب وحفظه الجم الغفير من الصحابة. وانقطع الوحي بوفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما أن الأمية زالت عن كثير من الصحابة, لدعوة الإسلام إلى إزالة الأمية والتعلم.
وقد كان من الأعمال البارعة الرشيدة ما وضعه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أساس صالح عقب غزوة بدر, فقد قبل ممن لا يقدر على دفع الفداء من الأسارى وكان يعرف القراءة والكتابة أن يعلم عشرة من صبيان المدينة المسلمين القراءة والكتابة[1].
وقد كان من الحوافز على الكتابة ما قام به الخليفة الأول أبو بكر الصديق من كتابة الأحاديث والسنن المتعلقة بالزكاة والصدقات لعماله. روى البخاري في صحيحه بسنده عن أنس -رضي الله عنه- كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى البحرين[2]: بسم الله الرحمن الرحيم هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المسلمين والتي أمر بها رسوله, فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطها, ومن سئل فوقها فلا يعط ... " الحديث[3], وفي هذه الكتب بين أنصبة زكاة الإبل والبقر والغنم.

[1] السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة للمؤلف ج2 ص138 ط ثانية.
[2] إقليم مشهور معروف يشتمل على مدن معروفة قاعدتها: هجر, وينطق به هكذا بلفظ التثنية, والنسبة إليها بحراني.
[3] صحيح البخاري: باب زكاة الغنم وباب زكاة الإبل.
الأخير, ومهما يكن من شيء فقد انقضى العصر النبوي والذين كانوا يكتبون الأحاديث من الصحابة أقل ممن كانوا لا يكتبون.
اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست