اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 53
كتابه, وما في هذه الصحيفة, قلت -هو أبو جحيفة السائل[1]: وما في هذه الصحيفة؟ قال:
"العقل[2] وفكاك[3] الأسير وألا يقتل مسلم بكافر" وفي رواية لهما: "ما عندنا شيء نقرؤه إلا كتاب الله وهذه الصحيفة. فإذا فيها: المدينة هرم ما بين عبر إلى ثور"[4].
وفي رواية لمسلم بسنده عن علي وفيها: " ... فأخرج صحيفة مكتوبة فيها: لعن الله من ذبح لغير الله ... " الحديث, وللنسائي من طريق الأشتر وغيره عن علي فإذا فيها: "المؤمنون تتكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم ... " الحديث, وللإمام أحمد عن طريق ابن شهاب "فيها فرائض الصدقة ... " أي زكاة السوائم من إبل وبقر وغنم ونحوها. وهذا يدل على أن هذه الصحيفة كانت حافلة بكثير من الأحاديث ولكن كلا من الرواة نقل ما حفظه أو اقتصر على بعض ما فيها.
2- ما رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة قال: "ما من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحد أكثر حديثا مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو بن [1] كان من صغار الصحابة, قيل: توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يبلغ الحلم, وقد روى له الجماعة, وكان علي رضي الله عنه يكرمه ويحبه, ويثق به, وجعله على بيت المال بالكوفة وشهد معه مشاهده كلها. [2] أي الديات سميت الإبل عقلا لأنهم كانوا يعقلونها بالعقل -أي الحبال- حين يقدمونها في الديات. [3] العمل على تخليصه من الأسر ولو كان بفداء. [4] أما وجود عير وثور بالمدينة فقد أنكره مصعب الزبيري وأما أصحاب الغريب وشراح الأحاديث فقد اختلفوا: فمنهم من قال: إن ذكر غير صحيح وثور غير صحيح قاله أبو عبيد القاسم بن سلام، وتابعه ياقوت الحموي في "معجم البلدان" وابن الأثير في "النهاية".
والمحققون من المحدثين أثبتوهما كالقاضي عياض والنووي وابن حجر على أن كلا من الجبلين موجود بالمدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وأن خلف أهل المدينة ينقلون عن سلفهم أن خلف أحد من جهة الشمال جبلا صغيرا إلى الحمرة بتدوير يسمى "ثورا" وقال بعض الذين ألفوا في "أخبار المدينة": "وقد تحققته بالمشاهدة" وكذلك حقق صاحب القاموس المحيط صحة الرواية وأن "عيرا" و"ثورا" جبلان بالمدينة "القاموس المحيط ج1 ص284" ومن أراد استقصاء في هذا فليرجع إلى "فتح الباري" ج4 ص82، 83.
اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 53