اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 441
"واختلف ضد اتفق"[1], ويقال: تخالف القوم واختلفوا إذا ذهب كل واحد منهم إلى خلاف ما ذهب إليه الآخر.
وفي لسان العرب لابن منظور المصري: "ويقال تخالف الأمران واختلفا إذا لم يتفقا، وكل ما لم يتساو فقد تخالف واختلف"[2].
وقد اختلف العلماء المحدثون في ضبط كلمة مختلف فمنهم -وهم الأكثرون- على أنه بضم الميم وكسر اللام, فهو اسم فاعل من اختلف والإضافة بمعنى من أي المختلف من الحديث ومنهم من ضبطه بضم الميم وفتح الميم على أنه مصدر ميمي بمعنى الاختلاف والإضافة على هذا بمعنى "في" بمعنى الاختلاف في الحديث. [1] القاموس ج3 ص138. [2] لسان العرب 9/ 91.
مختلف الحديث في الاصطلاح:
أما على أنه اسم فاعل من اختلف فيعرف بما يأتي:
أن يوجد حديثان أو أكثر متضادان في المعنى ظاهرا فيوفق بينهما أو يعتبر أحدهما ناسخا للآخر أو يرجح أحدهما على الآخر.
وإنما قلنا في التعريف ظاهرا؛ لأنه لا يوجد في الحقيقة ونفس الأمر حديثان صحيحان متضادان أو متناقضان؛ لأنه يستحيل أن يقع تضاد أو تعارض في كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذلك باعتبار أنه نبي يوحى إليه، وقد نقل عن إمام الأئمة أبي بكر ابن خزيمة أنه قال: "ليس ثم حديثان متعارضان من كل وجه، ومن وجد شيئا من ذلك فليأتني لأؤلف له بينهما"[1], ومراده -رحمه الله- نفي التعارض الحقيقي.
قال الإمام الأصولي البارع أبو بكر الباقلاني[2]: "وكل خبرين علم أن [1] اختصار علوم الحديث ص175, تدريب الراوي ص387. [2] الإمام محمد بن الطيب المعروف بالباقلاني رأس المتكلمين على مذهب الشافعي, وهو من أكثر الناس علما بالكلام، والتأليف فيه، وكان من المدافعين عن دين الله, وعن الحديث وأهله, ولما قابله الإمام الدارقطني ببغداد قبل وجهه وعينيه تكريما له وكانت وفاته سنة ثلاث وأربعمائة.
اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 441