اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 42
تاريخ الرواية:
الرواية عند الأمم السابقة:
الرواية ليست من خصائص الأمة الإسلامية، فقد وجدت في الأمم الغابرة والأجيال الماضية كالفرس واليونان والرومان والهنود وغيرهم. فقد كانوا يعتمدون عليها في نقل وحفظ ما يتعلق بأنساب آلهتهم وعظمائهم وسير أبطالهم ومشاهيرهم, ووقائعهم وملاحمهم المشهورة, وأشعار شعرائهم, وقصص قصاصهم إلى غير ذلك مما يحتاجون إليه في ربط الحاضر بالماضي.
وقد نبغ في اليونان والرومان مؤرخون أمثال "هيرودوت" و"توسيديد" كتبوا التاريخ ونظموه بالقدر الذي يسمح به عصرهم كما نبغ فيهم شعراء, وقد بقي لنا من آثارهم في شعر الملاحم والقصص: الإلياذة والأوديسة[1] للشاعر هوميروس[2] بيد أن هذه الأمم لم تبلغ في الرواية والنقل عن أسلافهم ما بلغت الأمة العربية لأنها كانت أمما أقرب إلى الحضارة منها إلى البداوة, كما كانوا أهل علم بالقراءة والكتابة أكثر من العرب, ولأنهم لم يكن لهم من الخصائص النفسية والبواعث المعنوية مثل ما لأمة العرب.
الرواية عند العرب:
وفي مقدمة الأمم التي عنيت بالرواية الأمة العربية, فقد كانت الرواية فاشية فيهم, لأنهم كانوا أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب وإن وجد [1] فجر الإسلام ص166. [2] أحد شعراء اليونان وأدبائهم.
اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 42