اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 419
المسلسلات لا تخلو من ضعف في التسلسل:
والمسلسلات: لا تخلو من ضعف في وصف التسلسل لا في أصل الحديث فقد يكون الحديث صحيحا ومع ذلك لا يسلم من ضعف في التسلسل قال النووي "في تقريبه": "وقلما يسلم عن خلل في المتسلسل"[1].
وقال السخاوي في شرح ألفية العراقي: "وقلما يسلم التسلسل من ضعف يحصل في وصف التسلسل لا في أصل المتن كمسلسل المشابكة فمتنه صحيح والطريق بالتسلسل فيها مقال ومراده بمسلسل المشابكة الواقعة في حديث: "خلق الله التربة يوم السبت".
"تعقيبي على ذلك":
وأحر بهذا التسلسل أن يكون غير ثابت كما قال السخاوي، وأما أن المتن صحيح فلا, وأحب أن أقول: إن حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "خلق الله التربة يوم السبت، وخلق الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم -عليه السلام- بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة" , قد رواه الإمام مسلم في صحيحه[1]، ورواه أيضا أحمد، والنسائي عن أبي هريرة.
وهذا الحديث من الأحاديث التي انتقدت على الإمام مسلم؛ لأن مقتضاه أن الله تبارك وتعالى خلق السموات والأرض وما بينهما في سبعة أيام، والثابت بالقرآن المتواتر القطعي في ثبوته أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام[2] قال عز شأنه: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} الآية[3]، وقال: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} الآية[4] وقال تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي [1] التقريب "بشرحه" "التدريب" ص381. [2] يعني في مقدار ستة أيام إذا لم يكن ثمت ليل ولا نهار. [3] الأعراف: 54. [4] سورة يونس: 3.
اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 419