اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 409
تقسيمه- زاد العراقي، أو مأمون، أو خيار، أو ليس به بأس، ومن العلماء من فرق بين: صدوق، وبين: محله الصدق وهو الذهبي وتبعه العراقي فجعل صدوق من هذه، محله الصدق ما بعدها، لأن صدوقا صيغة مبالغة، بخلاف محله الصدق، فإنه دال على أن صاحبها محله، ومرتبته مطلق الصدق وقد روى ابن أبي حاتم بسنده عن عبد الرحمن بن مهدي قال وحدثنا أبو خلدة -بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام- فقيل له: أكان ثقة؟ قال: كان صدوقا، وكان مأمونا، وكان خيرا، الثقة: شعبة، وسفيان، وهذا يدل على تفرقتهم بين ثقة، وبين صدوق ونحوه.
المرتبة الخامسة: من قصر عن درجة الرابعة قليلا، وقد مثل لها ابن أبي حاتم بقوله: شيخ، وقال: يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية -يعني على حسب تقسيمه- وزاد العراقي في هذه الرتبة مع قولهم: محله الصدق: إلى الصدق ما هو، شيخ وسط، جيد الحديث، حسن الحديث، وزاد شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر قولهم: صدوق سيئ الحفظ، أو صدوق يهم، أو: له أوهام، أو يخطئ، أو تغير بأخرة[1].
قال الحافظ ابن حجر: ويلحق بذلك من رمي بنوع من البدعة كالتشيع[2]، والقدر[3]، والنصب[4]، والإرجاء[5]، والتجهم مع بيان [1] بأخرة: بهمزة، وخاء، وراء مفتوحات ثم تاء مثناة مربوطة ويجوز كسر الخاء أي اختل ضبطه في آخر عمره وآخر أمره، ويقال أيضا: بآخرة بمد الهمزة وكسر الخاء، وبالتاء المربوطة، ويقال أيضا بالهاء ضمير الغائب. [2] التشيع، يطلق على الانتصار لسيدنا علي رضي الله عنه، من غير انتقاص الشيخين أو عثمان رضي الله عنهم. [3] القدرية هم الذين يقولون: بأن العبد يخلق أفعال نفسه الاختيارية، أما القدرية الذين كانوا يقولون: إن الأمر أنف، وأن الله لا يعلم الأشياء قبل وقوعها فقد انقرضوا، وانقرض مذهبهم. [4] النصب: بفتح النون وسكون الصاد المهملة: هو الانحراف على علي رضي الله عنه والنيل منه. [5] الإرجاء: الإرجاء نوعان: الأول أن الإيمان إقرار باللسان فقط ولو مع عدم الإيمان بالقلب وأن الكبيرة لا تضر مع الإيمان، وهذا ضلال والاتصاف به جرح شديد.
والثاني: اعتقاد أن الأعمال ليست جزءا من الإيمان، وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وأن أمر المؤمنين يرجأ إلى الله تعالى, فلا يحكم لهم بجنة ولا نار وهذا يطبق عليه ما قلناه في رواية المبتدع.
اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 409