اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 367
بالمعنى، وهذه المسألة إحدى مسائل الخلاف بين الشيخ ابن حجر والشيخ أبي عمرو بن الصلاح, وسبقت مسألة أخرى فقد جعل الإمام أبو عمرو الشاذ والمنكر شيئا واحدا وفرق بينهما الحافظ كما ذكرنا فيما سبق, فليكن أهل العلم وطلبة الحديث على بينة من هذا, وقد ضرب الحافظ ابن حجر مثالا يوضح ما أراده غاية التوضيح فقال -رحمه الله تعالى: مثال ما اجتمع فيه المتابعة التامة، والقاصرة، والشاهد:
ما رواه الشافعي في الأم عن مالك، عن عبد الله بن دينار, عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: $"الشهر تسع وعشرون، فلا تصوموا حتى ترو الهلال ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين".
فهذا الحديث بهذا اللفظ ظن قوم أن الشافعي تفرد به عن مالك فعدوه في غرائبه[1]؛ لأن أصحاب[2] مالك رووه عنه بهذا الإسناد بلفظ: "فإن غم عليكم فاقدروا له" , لكن وجدنا للشافعي متابعا وهو عبد الله بن مسلمة القعنبي[3] كذا أخرجه البخاري عنه عن مالك[4]، وهذه متابعة تامة.
ووجدنا له متابعة قاصرة في صحيح ابن خزيمة من رواية عاصم بن محمد عن أبيه محمد بن زيد عن جده عبد الله بن عمر: "فأكملوا ثلاثين" وفي صحيح مسلم من رواية عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر بلفظ: "فاقدروا ثلاثين". [1] الغرائب جمع غريب وهو الحديث الذي ينفرد به بعض الرواة أو الحديث الذي ينفرد فيه بعضهم بأمر لا يذكره فيه غيره، إما في متنه أو في إسناده. [2] أي أصحابه الآخذون عنه وهم تلاميذه. [3] مسلمة -بفتح الميم وسكون السين المهملة وفتح اللام- والقعنبي نسبة إلى جده قعنب وهو بفتح القاف وسكون العين المهملة، وفتح النون آخره باء موحدة. ومعناه في الأصل الأسد والشديد الصلب، كان ابن معين وابن المديني لا يقدمان عليه في الموطأ أحدا مات سنة إحدى وعشرين ومائتين بمكة. [4] كتاب الصيام, باب: إذا رأيتم الهلال فصوموا.
اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 367