اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 327
عرض موجز لحركة الوضع في الحديث مدخل
...
"عرض موجز لحركة الوضع في الحديث":
في عصر التابعين كثرت الرواية وانتشر الحديث ونشأ الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعض الصحابة، وبعد أن كان الخلفاء يدعون إلى التحوط، والتثبت في المرويات أضحى الملوك والأمراء في شغل عن ذلك بالملك والمنازعات، وقد اشتدت الخصومات بين الأحزاب السياسية في عهد الدولة الأموية، وجاءت الدولة العباسية فتقرب إليها ضعفاء الإيمان والمنافقون بالاختلاق في فضائلها، والحط من شأن أعدائها كما كان لنشأة الفرق الكلامية من معتزلة ومرجئة وغيرهما, ومحاولة كل فرقة الانتصار لآرائهم أثر في تغذية حركة الوضع، وكان للقصاص وأضرابهم من المتصوفة أثر أيضا في تغذية هذه الحركة، ووجدت أحداث أخرى استغلت للوضع كالشعوبية[1] وفتنة خلق القرآن، واستمرت سوق الوضع إلى عصور متأخرة، فابن الجوزي يذكر لنا في كتبه ما كان يفعله قصاص زمانه ووعاظهم، وهذا هو الرتن الهندي يدعي الصحبة في المائة السادسة ويضع الأحاديث المكذوبة، والشيخ اللكنوي الهندي يذكر أنه [1] الشعوبية: هم الذين يفضلون العجم على العرب، وقد نشأت في آخر العهد الأموي وقويت في عهد الدولة العباسية وفي القاموس: "الشعوبي: بالضم محتقر أمر العرب وهم الشعوبية".
كله وأنكرت هذا أم أنكرت حديثي كله وعرفت هذا؟ فقال له ابن عباس: إنا كنا نحدث عن رسول الله إذ لم يكن يكذب عليه فلما ركب الناس الصعب والذلول تركنا الحديث عنه", وابن عباس -رضي الله عنهما- توفي سنة ثمان وستين للهجرة وروي عن ابن سيرين[1] قال: "لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم", رواهما مسلم في مقدمة صحيحه. [1] ولد لسنتين من خلافة عثمان وتوفي سنة 100هـ.
اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 327