responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد    الجزء : 1  صفحة : 183
وقال أبو العالية: "كنا نسمع عن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا نرضى حتى رحلنا إليهم فسمنا منهم".
وسئل الإمام أحمد: "رجل يطلب العلم يلزم رجلا عنده علم كثير أو يرحل؟ قال يرحل يكتب عن علماء الأمصار".
وقال ابن معين: أربعة لا يؤنس منهم رشد ... وعد منهم: رجل يكتب في بلده ولا يرحل في طلب الحديث[1] ومن أراد زيادة في هذا فليرجع إلى كتابي "أعلام المحدثين"[2].
ولم تزل الرحلة من قديم الزمان ديدن العلماء والمحدثين, حتى القرن العاشر الهجري, ثم قصرت الهمم في العصور الأخيرة, واكتفى كل بعلماء بلده, بل ببعضهم, وعسى أن تحيا هذه السنة التي كادت أن تموت في بلاد الإسلام.
"المسألة الثالثة": الجمع والانتخاب
على طالب العلم والحديث أن يعتني بالمهم, وأن يكتب كل ما يقع له من حديث أو علم, والأولى له ألا ينتخب, فربما احتاج بعد ذلك إلى رواية شيء منه لم يكن فيما انتخبه وتخيره، فيندم، وقد قال ابن المبارك: "ما انتخبت على عالم قط إلا وندمت", إلا أن أحتاج إلى الانتخابات فلا بأس, ومن أقوال المحدثين المأثورة قول أبي حاتم: "إذا كتبت فقمش وإذا حدثت ففتش"[3] وقد فسرها العراقي فقال: اكتب الفائدة ممن سمعتها منه ولا تؤثر حتى تنظر هل هو أهل للأخذ عنه أم لا؟ فربما فات ذلك بموته أو سفره أو غير ذلك, فإذا كان وقت الرواية

[1] فتح الباري ج1 ص141، 142.
[2] ص19، 20 ومن تراجم وحياة المحدثين المذكورين في هذا الكتاب أكبر شاهد على ذلك.
[3] فقمش: بفتح القاف وكسر الميم المشددة آخره شين معجمة, من القماش، وهو في الأصل ما على وجه الأرض من فتات الأشياء حتى يقال لرذالة الناس: قماش، وما أعطاني إلا قماشا أي أردأ ما وجده، وتقمش أكل ما وجد وإن كان دونا "انظر القاموس مادة القمش، ج2 ص285".
اسم الکتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث المؤلف : أبو شهبة، محمد    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست