اسم الکتاب : المنهج المقترح لفهم المصطلح المؤلف : العوني، حاتم بن عارف الجزء : 1 صفحة : 93
(محاسن الاصطلاح) هذا الاعتراض الذي ذكره العراقي، فقال: ((فائدة: لا يقال: فقد ذكره الحاكم وكتابه مشحون به، وابن خحزم في المحلى. لأنا نقول: ليس ما ذكراه على الشرط المذكور، إن صح النقل عنهما. ولكن قد يوجد معنى التواتر في الأمور المقطوع بها، وإن كان الإسناد بالتحديث ونحوه يعسر فيه ذلك)) [1] .
قلت: ويجاب أيضاً عن هذا الاعتراض:
أما عن دعوى ذكر الحاكم لـ (المتواتر) : فدعوى غير صحيحة. فإنه لم يذكره في (معرفة علوم الحديث) في نوع من أنواع علومه، ولم يعرض له ببيانه أو ذكره بالمعنى المتعارف عليه عند الأصوليين. إنما كان يرد في
كلامه لفظ (التواتر) واشتقاقات هذا اللفظ على المعنى اللغوي للكلمة، كما يتضح من سياق كلامه الذثي ورد فيه ذلك اللفظ [2] .
ومثل هذا الاستخدام لكلمة (المتواتر) ، على المعنى اللغوي، يرد أيضاً في كلام من قبل الحاكم؛ كأبي جعفر الطحاوي (أحمد بن محمد بن سلامه المصري الحنفي، المتوفى سنة 321هـ) [3] ، وقبلهما وجدته في كلام الإمام البخاري [4] ، والإمام مسلم [5] ، وغيرهم. [1] محاسن الاصطلاح للبلقيني (453) . [2] انظر معرفة علوم الحديث للحاكم (50، 162، 188) ، والمدخل إلى الإكليل له (40) ، والمستدرك له أيضاً (3 / 437) . [3] انظر شرح معاني الآثار للطحاوي (1 /83، 135، 175، 230، 389، 474) (2 /6) ، وبيان مشكل الآثار (3 / 178) (8 / 95) (9/ 37) (12/ 316) . [4] القراءة خلف الإمام للبخاري (ص 10) . وقد أشار إلي بمراجعته فضيلة الشيخ سعد الحميد. [5] التمييز للإمام مسلم (181) .
اسم الکتاب : المنهج المقترح لفهم المصطلح المؤلف : العوني، حاتم بن عارف الجزء : 1 صفحة : 93