responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاضرة الدفاعيةعن السنة المحمدية المؤلف : الجامي، محمد أمان    الجزء : 1  صفحة : 10
حاول صاحبنا- كعادته- أن يحمل الآية ما لا تحتمل حيث أراد الاستدلال بها على تلكم العناوين الكثيرة التي يكررها دائما الظاهر والباطن والشريعة والحقيقة، ومعنى الآية واضح جدا وتوضيحه كالآتي: نفت الآية نوعا من الرمي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأثبتت له نوعا آخر. فالرمي المنفى عنه صلى الله عليه وسلم هو الرمي المقرون بالإصابة، لأن الله تعالى هو القادر وحده على إيصال التراب الذي رماه الرسول صلى اله عليه وسلم، وحذفه إلى أعين الكفار وإصابة أعينهم، كلها بذلك التراب القليل. والرمي المثبت هو الذي بمعنى الحذف ويكون معنى الآية: لم تكن أنت الذي أوصلت التراب إلى أعينهم وأصبتها به، بل أنت وظيفتك الرمي والحذف، فالله هو الموصل للتراب والمصيب به أعينهم، هذا معنى الآية لا لف ولا تلبيس ولله الحمد والمنة.
الآية الرابعة: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الكُفَّار} التوبة: 123
هذه الآية في نظر صاحبنا من أصرح أدلته في الدلالة على ما يزعم هو وسلفه الملحدون- كابن عربي وابن الفارض- في أن للقرآن ظاهرا وباطنا: والظاهر هو الذي يفهمه المسلمون قديما وحديثا وهو ظاهر كما يدل عليه اللفظ والمعنى. والمعنى الباطن الذي يدعى معرفته بالإلهام من يسميهم بالعارفين. أن الكفار هي الجوارح من العينين والأذنين وغيرهما. وهذا الكلام الصوفي المضحك لا يستحق أن نقف عنده كثيرا لظهور بطلانه، بل نحمد الله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من عباده.
الآية الخامسة قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} المائدة: [3]. يزعم صاحبنا- هداه الله- أن هذه الآية تخبر أن الذي تم وكمل هو إنزال القرآن إلى الأرض فقط، أما التشريع والبيان فلم يتما بعد، فهذه جرأة نادرة من (محمود) كعادته إلا أنها جرأة طائشة ووقحة وقد أرسل الله رسوله صلى الله عليه وسلم وآله بالتبليغ والبيان
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} المائدة 67. وقال {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} النحل 44. وقد بلغ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رسالة ربه ونصح لأمته وبين لهم البيان الشافي- بأبي هو وأمي صلى الله عليه وآله وسلم- لم يترك شيئا يقربنا إلى الله إلا بينه لنا ودلنا عليه، كما لم يترك شيئا يبعدنا عن الله وعن دار كرامته ويقربنا إلى النار إلا بينه لنا وحذرنا منه ويقول أبو ذر رضي الله عنه لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما [1] لأنه صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ذي مخلب من الطير[2] وعن كل ذي ناب من السباع. وقد أوتى جوامع الكلم [3]، وأجمل بعض البيانات وكليات تندرج تحتها جزئ آيات كثيرة،- وكلما جدت مسألة أو مسائل فلابد أن توجد لها قاعدة كلية تندرج تحتها تلك المسألة أو المسائل، بعد التحقيق وإمعان النظر وهى التي يعبر عنها الفقهاء ب (عموم الشريعة) أو (عموم النصوص) فالناس درجات، طبعا في إيجاد المدخل للجزئيات المتجددة في عموم النصوص وكان من الإنصاف إذا عجز العالم عن إدراك ما استحدث من المسائل وما سيحدث تحت تلكم الكليات كان من الإنصاف أن يسأل من هو أعلم منه إن وجد. وإلا وكل العلم إلى عالمه قبل أن يتهم الشريعة بعدم الكمال، وقبل أن يزعم أن البيان لم يتم بعد، وبهذا ينتهي كشف الشبه

[1] أخرجه أحمد في مسنده 153/ 3 162/5 بإسناده عن أبى ذر رض الله تعالى عنه من طريق المنذر الثوري عن أشياخ عن أبى ذر رضي الله تعالى عنه.
[2] أخرجه م الصيد 15، (16) د. الأطعمة (23) ت. الصيد (9) (11) ن الصيد (86) وأحمد في مسنده 147/1 وذلك من حديث علي رضي الله تعالى عنه
[3] أخرجه م. المساجد 5-8 الأشربة 72 خ التعبير (11) ت السيرة أحمد في مسنده173/2 قريبا من معناه وذلك من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما
اسم الکتاب : المحاضرة الدفاعيةعن السنة المحمدية المؤلف : الجامي، محمد أمان    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست