إذن، فيكون محمَّد بن عواد جمع هذه السؤالات قبل سنة تسع وستين ومئة، في فترة وجود أبي يوسف بجرجان مع الهادي.
2- سؤالات عمرو بن أبي سلمة أبي حفصٍ التِّنِّيسيِّ (ت 213هـ) التي سأل عنها الإمام مالكًا. قال الوليد بن بكر الأندلسي الحافظ: عمرو بنُ أبي سلمةَ: أحدُ أصحابِ الحديثِ؛ من نمطِ ابنِ وهبٍ، يختارُ من قولِ مالكٍ والأوزاعيِّ والليثِ بنِ سعدٍ، ويعوِّلُ في أكثر قوله على مالكٍ، وله ثلاثةُ أجزاءٍ سؤالاتٍ سأل عنها مالكًا، كلُّها بألفاظِ مالكٍ، ما رأيتُ كلامًا أشبه بألفاظِ مالكٍ منها (1) .
3- "المدوَّنة": قال الذهبي (2) : «وأصل الْمُدَوَّنَةِ أسئلة سألها أسد بن الفرات لابن القاسم، فلما ارتحل سحنون بها عرضها على ابن القاسم، فأصلح فيها كثيرًا، وأسقط، ثم رتَّبها سحنون وبوَّبها، واحتجَّ لكثيرٍ من مسائلها بالآثار من مروياته، مع أن فيها أشياء لا ينهض دليلها بل رأي محض، وحكوا أن سحنون في أواخر الأمر علَّم عليها وهمَّ بإسقاطها وتهذيب المدونة، فأدركته المنية رحمه الله؛ فكبراءُ المالكية يعرفون تلك المسائلَ ويقرِّرون منها ما قَدَروا عليه، ويُوهنون ما ضَعُف دليلُه» .
(1) نقله ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (46/67) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (22/54) .
وانظر: "ميزان الاعتدال" (3/263) .
(2) "سير أعلام النبلاء" (12/68) .