341 - وسألتُه عن محمَّدِ بنِ فُضيلِ بنِ غَزْوانَ (1) ؟ فقال: كان ثَبَتًا في الحديثِ، إلا أنَّه كان مُنحرِفًا عن عثمانَ (2) -رضي اللهُ عن عثمانَ- بلغني أنَّ أباه (3) ضرَبَهُ من أولِ الليلِ إلى آخرِه؛ لِيَترحَّمَ على عثمانَ، فلم يَفعلْ.
[341] نقل ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (3/677) قول الدارقطني، ولم يذكر ضرب أبيه له. وروى العقيلي في "الضعفاء" (4/119) قصة ضرب أبيه له فقال: «حدثنا محمد بن إسماعيل الأصبهاني، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، قال: سمعت فضيلاً- أو حُدِّثت عنه- قال: ضربتُ ابني [تحرفت في المطبوع إلى: أبي] البارحة إلى الصباح؛ أن يترحَّمَ على عثمان رضي الله عنه، فأبى عليَّ» .
ونقلها الذهبي في "السير" (9/174) و"الميزان" (1/499) ، و"تاريخ الإسلام" (13/375) . وهذه القصة لم نقف لها على إسناد صحيح، وفي رواية العقيلي: يحيى ابن عبد الحميد الحِمَّاني، وهو متَّهم بسرقة الحديث كما في "التقريب" (7591) ، وفيها أيضًا الشك في سماع يحيى لها من فُضيل بن غَزْوان، والصواب عدم سماعه فإنَّ وفاة فضيل بن غزوان كانت بعد سنة أربعين ومئة، وولادة يحيى الحمَّاني في حدود سنة خمسين ومئة. انظر "سير أعلام النبلاء" (10/527) . وقد روى أبو الوليد الباجي في "التعديل والتجريح" (2/674) عن أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي قال: «سمعت ابن فضيل يقول: رحم الله عثمان بن عفان، ولا رحم من لا يترحم عليه، قال: وسمعته يحلف بالله إنَّه لصاحب سنة وجماعة. قال أبو هشام: ورأيت على خُفِّه أثر المسح، وصليت خلفه ما لا يُحصى فلم أسمعه يجهر يعني بالبسملة» .
(1) هو: أبو عبد الرحمن، الضَّبِّي الكوفي، مصنِّف كتاب "الدعاء" وغيره، توفي سنة خمس وتسعين ومئة، وقيل: سنة أربع. ترجمته في: "التاريخ الكبير" (1/207) ، و"الجرح والتعديل" (8/57) ، و"تهذيب الكمال" (26/293 الترجمة 5548) ، و"سير أعلام النبلاء" (9/173- 175) ، و"ميزان الاعتدال" (4/9) .
(2) تقدمت ترجمته في رقم (251) .
(3) هو: فضيل بن غزوان بن جرير، أبو الفضل، الضبي، عدَّه ابن حجر في "التقريب: (5434) من طريق كبار الطبقة السابعة، وقال: «مات بعد سنة أربعين» يعني: ومئة. ترجمته في: "التاريخ الكبير" (7/122) ، و"الجرح والتعديل" (7/74) ، و"تهذيب الكمال" (23/301 الترجمة 4766) ، و"سير أعلام النبلاء" (6/203) .