اسم الکتاب : النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة المؤلف : الحويني، أبو إسحق الجزء : 1 صفحة : 95
74- ((منْ قالَ في السوقِ: لا إلهَ إلا اللهُ، وحدهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ، ولَهُ الحَمدُ، يُحيي ويُميتُ، وَهُو حيٌ لا يموتُ، بِيدِهِ الخيرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ. كَتَبَ اللهُ لَهُ ألفَ ألفَ حسنةٍ، وَمَحَا عَنهُ ألفَ ألفَ سَيئةٍ، وَبنى لَهُ بَيتاً في الجنَّةِ)) . (1)
(1) 74- منكر.
أخرجه الترمذي (3429) ، وابن ماجه (2235) ، وأحمد (1/ 47) ، والطيالسي (ص - 4) ، وابن السني في ((اليوم والليلة)) (181) ، وابن عدي في ((الكامل)) (5/ 1785) من طريق عمرو بن دينار، قهرمان آلي الزبير، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب مرفوعاً ... فذكره. ورواه عن عمرو بن دينار جماعة منهم: ((حماد بن يزيد، ومعتمر بن سليمان، وغيرهما)) . وتابعهما هشام بن حسان، ولكن اختلف عليه فيه: فرواه فضيل بن عياض، عنه، كرواية حماد بن زيد. أخرجه ابن عدي (5/ 1786) ، وأبو نعيم في ((أخبار أصبهان)) (2/ 180) . والراوي عن فضيل عند ابن عدي هو يحيى بن طلحة اليربوعي، وقد كذبه ابن الجنيد، وقال النسائي: ((ليس بشيء)) .
ووثقه ابن حبان وقال: ((يُغرب)) . فأما تكذيب ابن الجنيد)) فقد خطأه الصغاني، ولم يعتمده الحافظ في ((التقريب)) ، فقال فيه: ((لين الحديث)) . ولست أدري هل توبع عند أبي نعيم أم لا، فإن كتابه ليس معنى الآن، وكنت قد خرجت الحديث منه قديماً في أوراقي فبدأت نقل السند من عند ((فضيل بن عياض)) . وعلى كل حال، فلا نعصب الجناية برقبة يحيي بن طلحة، لوجود من هو أضعف منه. وقد خولف الفضيل بن عياض، فيه عن هشام، خالفه حفص بن غياث، فرواه عن هشام عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً. أخرجه الحاكم (1/ 539) من طريق مسروق بن المرزبان، ثنا حفص به والمخالفة من وجهين: الأول: أنه جعل شيخ هشام فيه هو: عبد الله بن دينار)) . الثاني: أنه أسقط ذكر ((عمر)) فصار الحديث من مسند ((ابن عمر)) . أما الحاكم فقال: ((صحيح على شرط
الشيخين)) !! قلت: وهو وهم فاحش. ومسروق بن المرزبان لم يخرج لهُ أحد الشيخين أصلاً، بل ابن ماجه وحده من الستة، وقدْ تعقبه الذهبي بقوله: ((مسروق بن المرزبان ليس بحجة)) أ. هـ. قلت: ومسروق وثقه ابن حبان، وقال صالح بن محمد: ((صدوق)) . وقال أبو حاتم: ((ليس بالقوي، يكتب حديثه)) . ويبدو أنه وهم في قوله: ((عبد الله بن دينار)) . على أنه توبع، ولكن ممن هو أضعف منه كما يأتي. وقد تابع هشام بن حسان على الوجه الثاني الذي فيه عبد الله بن دينار، تابعه عمران بن مسلم واختلف عنه فيه. فرواه يحيى بن سليم الطائفي، عنه، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً. أخرجه الحاكم (1/ 539) ، والعقيلي في ((الضعفاء)) (3/ 304- 305) ، وكذا ابن عدي (5/ 1745) . ويحيى بن سليم الطائفي، كان كثير الوهم في الأسانيد، وقد خالفه بكير بن شهاب الدامغاني، فرواه عن عمران بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن سالم، عن أبيه، عن فذكره. فسقط ذكر =
= ((عمر)) . وعمر بن المغيرة، قال البخاري: ((منكر الحديث، مجهول)) . ولكن تابعه أبو إسماعيل بن حكيم الخزاعي، وقال: ثنا عمرو بن دينار به. أخرجه الدولابي في ((الكنى)) (1/ 129) حدثنا يزيد بن سنان، قال: ثنا أبو بشر إسماعيل ... الخ. إسماعيل بن حكيم الخزاعي، هو صاحب الزيادي. ترجمه ابن أبي حاتم (1/ 1/ 165) ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً. وعندي أن هذا الاضطراب هو من عمرو بن دينار. وأخرجه الطبراني في ((الكبير)) (ج 12/ رقم 13175) ، وعنه أبو نعيم في ((الحلية)) (8/ 280) من طريق سلم بن ميمون الخواص، عن علي بن عطاء، عن عبيد الله العمري، عن سالم، عن ابن عمر مرفوعاً فذكره. قال أبو نعيم: ((غريب من حديث سالم)) . قلت: أما سلم بن ميمون، فإنه كان مع عبادته، رديء الحفظ قال أبو حاتم: ((لا يكتب حديثه)) . وعلي بن عطاء لم أقف عليه الآن. وعبيد الله العمري ثقة، ولكن وقع في ((الحلية)) : ((عبد الله العمري)) المكبر فإن يكن هو، فهو ضعيف، وأخرجه البخاري في ((الكنى)) (ص - 50) من طريق الدراوردي، عن أبي عبد الله الفراء)) عن سالم، عن أبيه، عن جده ... فذكره مرفوعاً بنحوه. وأبو عبد الله الفراء لم أعرفه. ثم راجعت
((الجرح والتعديل)) (4/ 2/ 401) فوجدت فيه: ((أبو عبد الله القزاز.... قال أبي: مجهول)) .
وله طرق أخرى منها: ما أخرجه عبد الله بن أحمد في ((زوائد الزهد)) (214) من طريق أبي خالد الأحمر، عن مهاجر، سمعت ابن عمر فذكره مرفوعاً. قلت: وسنده ضعيف أبو خالد الأحمر واسمه سليمان بن حبان، كان في حفظه شيء، وصفه ابن عدي بأنه ممن ساء حفظه، ومهاجر هو ابن عمرو الشامي وثقه ابن حبان. وتوثيقه لين لهذه الطبقة. وأظن أن سليمان بن حبان لم يدرك مهاجراً الشامي. والله أعلم.
ثم أوقفني أخ كريم على الحديث في كتاب ((الدعاء للطبراني فإذا فيه: ((المهاجر بن حبيب)) ، وليس
((ابن عمر)) كما ذكرت، ثم تبين أن هذا خطأ أيضاً، وصوابه المهاصر بن حبيب كما في ((علل الدارقطني)) (ج 1/ ق 33/ 2) ، والمهاصر وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: ((لا بأس به)) .
ومنها: ما أخرجه الخطيب في ((التلخيص)) (169/ 1) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعاً به. قلت: وهذا سند ضعيف جداً. وعبد الرحمن متروك الحديث. ولكن تابعه خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم. أخرجه الخطيب في ((التلخيص)) أيضاً (321/ 1) من طريق على يزيد الصدائي، عن خارجة. وعلي بن يزيد الصدائي، قال أحمد: ((ما كان به بأس)) . وقال أبو حاتم: ((ليس بقوي، منكر الحديث عن الثقات)) . أما خارجة بن مصعب فضعيف.
وبالجملة، فالحديث منكر كما قال أبو حاتم، وأسانيده مضطربة جداً كما حققت. والله أعلم. وقد قال الحافظ في ((الفتح)) (11/ 206) : ((في سنده لين)) !!
اسم الکتاب : النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة المؤلف : الحويني، أبو إسحق الجزء : 1 صفحة : 95