اسم الکتاب : النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة المؤلف : الحويني، أبو إسحق الجزء : 1 صفحة : 81
64- ((لا شيءَ في الهامِّ، وَالعينُ حقٌ، وأصدقُ الطيرِ الفالُ)) . (1)
(1) منكر الحديث جداً، فلا أدري الخليط في حديثه منه أو من ابنه؟! ومن أيهما فهوَ ساقط الاحتجاج بما روى، لعظيم ما أتى من المناكير، عن المشاهير،. قلْتُ: هول ابن حبان في حق الرجل!! فإن كنانة مقل الحديث جداً، وكذلك ابنه، وقول ابن حبان ((لعظيم ما أتى من المناكير عن المشاهير)) ، يدل على أنه مكثر الرواية، والواقع غير ذلكَ، ولم يسبق ابن حبان حديثاً واحداً يؤيد دعواه. ومع ذلكَ فقد وثقه. فانظر إلى هذا الخلط؟! وقال البخاري: ((لم يصح حديثه)) . بعني كنانة. ويقصد حديثه هذا. وقال ابن عدي: ((وعبد القاهر بن السري لم يحدث بهذا الحديث غيره ... ولعبد القاهر غير هذا يسير)) . قلت: وعبد القاهر، وثقه ابن شاهين، وقال ابن معين: ((صالح)) . وضعفه يعقوب بن سفيان بذكره في باب ((من يرغب عن الرواية عنهم)) . وعلى كل حال، فهو أحسن حالاً من عبد الله وأبيه وجملة القول: أن الحديث ضعيف. والله أعلم. 64- ضعيف بهذا التمام.
أخرجه الترمذي (2061) ، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (914) ، وفي ((التاريخ)) (2/ 1/ 107- 108) ، وأحمد (4/ 67، 5/ 70، 379) ، وأبو يعلى في ((مسنده)) (ج 3/ رقم 1582) ، والطبراني في ((الكبير)) (ج 4/ رقم 3561، 3562) ، وابن الأثير في ((أسد الغابة)) (1/ 313) من طريق يحيى بن أبي كثير قال: حدثني حبة بن حابس التميمي، أن أباه أخبره أنه سمع النبي صلى الله عليه وأله وسلم.. فذكره. وقد رواه عن يحيى على هذا الوجه علي بن المبارك، وحرب بن شداد. وخافلهما شيبان بن عبد الرحمن، فرواه عن يحيى بن أبي كثير، عن حبة، حدثه عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً بهِ. فجعله من مسند أبي هريرة. أخرجه أحمد (5/ 70) ، والبخاري في ((التاريخ)) (2/ 1/ 108) وقد اختلف عن حرب بن شداد فيهِ، فأخرجه ابن الأثير (1/314) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، أخبرنا حرب بن شداد، أخبرنا يحيى بن أبي كثير، عن حبة بن حابس التميمي، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقول ... فذكره. وقال ابن الأثير عقبه: ((أخرجه الثلاثة)) . ويعني بهم أبا نعيم، وابن منده، وابن عبد البر 0وعزاه الحافظ في ((الإصابة)) (1/ 559) إلى ابن عاصم وأبي يعلى. فسقط ذكر ((أبيه)) من هذه الرواية. قال محقق مسند أبي يعلى عقب كلام الحافظ السابق: ((نقول: إن رواية أبي يعلى كما هي ظاهرة: ((حبة بن حابس أن أباه ... )) ولعل الحافظ رحمه الله قرأ: ((حبة بن حابس)) في بداية الحديث فظن أنه هو الرواي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يتم قراءة السند، والله أعلم) أ. هـ.
قلت: هذا تعليق بارد! ، لأن ابن الأثير ساق هذه الرواية من طريق ابن أبي عاصم وفيها ((حبة بن حابس قال: سمعت رسول الله ... )) فما وهم الحافظ. وقوله: ((سمعت)) وهم من بعض الرواة. =
= وليس معنى أن الحافظ عزا الرواية لأبي يعلى أنك لا بد واجدها في ((مسنده)) الذي تعمل فيه، فإن هذا هو ((المسند المختصر)) أما ((المسند الكبير)) فلا أدري أهو موجود أم لا؟ ! وأراك تنقل كلمة إسماعيل بن محمد التميمي الحافظ: التي يقول فيها: ((قرأت المسانيد كمسند العدني ومسند أحمد بن منيع، وهي كالأنهار ومسند أبي يعلى كالبحر يكون مجتمع الأنهار)) .
أقول: هذه الكلمة التي دأبت على كتابتها في أول كل جزء من أجزاء المسند إنما يصح أن تقال في
((المسند الكبير)) ومما يدل على ذلك أن الحافظ الذهبي قال في ((سير النبلاء)) (14 / 180) عقب هذه الكلمة: ((قلت: صدق ولاسيما في مسنده الذي عند أهل أصفهان من طريق ابن المقرئ عنه فإنه كبير جداً بخلاف المسند الذي رويناه من طريق أبي عمرو بن حمدان عنه فإنه مختصر)) أ. هـ. فدلت كلمة الذهبي رحمه الله على أن كلمة إسماعيل بن محمد إنما تقال في ((المسند الكبير)) . فلا توهم مثل الحافظ إلا بحجة واضحة.. والله المستعان. ووجه آخر من الخلاف على يحيى بن أبي كثير فيه. فرواه أبان العطار عنه أن رجلاً حدثه عن أبي هريرة آن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فذكره. ورواه الأوزاعي، عن يحيى، عن حبة بن حابس، أو عائش، عن أبيه، عن أبي هريرة)) . ذكره ابن الأثير أيضا. قلت: فهذا اختلاف شديد على يحيى بن أبي كثير مما دعا ابن عبد البر إلى القول بأن: ((في إسناد حديثه اضطراب)) . وقال ابن السكن: ((اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير ولم نجده إلا من طريقه)) . وقد رجح أبو حاتم من هذا الخلاف - كما في ((العلل)) (2239) - الوجه الأول وهو: (( ... يحيى حدثني حبة بن حابس عن أبيه مرفوعا)) . ورجح أبو زرعة الرازي (( ... يحيى عن حبة بن حابس عن أبيه عن أبي
هريرة)) .
قلت: ويترجح عندي الوجه الذي رجحه أبو حاتم وذلك أنه قد رواه عن يحيى بن أبي كثير اثنان من الثقات الإثبات وهما حرب بن شداد وعلي بن المبارك. فإن قلت: قد رجح أبو زرعة الطريق الذي رواه شيبان النحوي ... وفيه ((عن أبي هريرة)) وعلل ذلك بقوله: ((لأن أبان قد رواه فقال: يحيى عن رجل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -)) . وشيبان النحوي ثقة وكذا أبان ثقة له أفراد فبأي حجة ترجح قول أبي حاتم؟! أقول: يترجح عندي قول أبي حاتم لأمرين:
الأول: أننا لو افترضنا تساوي حرب بن شداد وعلي بن المبارك في الثقة شيبان وأبان العطار لرجحنا كفة علي بن المبارك فَقَدْ كَانَتْ لهُ خصوصية بيحيى بن أبي كثير. قالَ الحافظ في ((التقريب)) في ترجمته:
(( ... ثقة كانَ لهُ عن يحيى بن أبي كثير كتابان، أحدهما سماع والآخر إرسال، فحديث الكوفيين عنهُ فيهِ شيء)) أ. هـ. والذين رووا عنهُ هَذَا الحديث بصريون كعبد الملك بن عمرو والقيسي وعبد الصمد بن عبد الوارث، ويحيى بن كثير العنبري. الثاني: أن أبان العطار لم يتابع شيبان النحوي وبيانه: أن شيبان يرويه، عن يحيى، عن حبة، عن أبيه، عن أبي هريرة. وأبان بن يزيد العطار يرويه عن يحيى أن رجلا حدثه عن أبي هريرة كذا وقع في ((التاريخ)) للبخاري. ثمَّ رأيت الحافظ في ((الإصابة)) (1/ 559) = = قدْ رجح الوجه الذي اخترناه. فالحمد لله على التوفيق. وإذا قدْ رجحنا الوجه الأول. فإنه ضعيف أيضا ذلكَ أن ((حبة)) بالموحدة أو ((حية)) بالمثناة التحتانية مجهول العين والصفة، لم يرو عنهُ إلا يحيى بن أبي كثير. وهذا هو علة الحديث. والله أعلم. ولذا قالَ الترمذي: ((حديث غريب)) وله شاهد من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -. أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (ج 8/ رقم 7686) من طريق عفير بن معدان، وهوَ ضعيف)) . وقال مرة (1/300) : ((ضعيف جداً؛!! ولفقرات الحديث شواهد. بعضها في ((الصحيحين)) . والله أعلم.
اسم الکتاب : النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة المؤلف : الحويني، أبو إسحق الجزء : 1 صفحة : 81