اسم الکتاب : النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة المؤلف : الحويني، أبو إسحق الجزء : 1 صفحة : 59
34- ((أول من يكسى بعد النبيين والشهداء، بلال؛ وصالحوا المؤمنين)) 0 (1)
35- ((أول الوقت رضوان الله، وآخر الوقت عفو الله)) 0 (2)
(1) 34- موضوع.
أخرجه ابن أبي عاصم في ((الأوائل)) (ق 19/ 2) قال: حدثنا محمد بن مرزوق، ثنا عبد العزيز بن الخطاب، ثنا محمد بن الفضل بن عطية الخراساني، عن أبيه، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه مرفوعاً 00 فذكره. ... =
=قلْتُ: وسنده ضعيف جداً، بل موضوع. ومحمد بن الفضل، لا فضل له ولا كرامة فقد كان كذاباً. وصمه بذلك أحمد، وابن معين، والجوزجاني، وعمرو بن علي، والنسائي، وابن خراش، ويحيى بن الضريس، وغيرهم.
(2) 35- باطل.
أخرجه الترمذي (172) ، والدارقطني (249) ، وابن عدي في ((الكامل)) (7/ 2606) ، والحاكم (1/ 189) ، والبيهقي (1/ 435) ، وابن الجوزى في ((الواهيات)) (1/ 388) من طريق يعقوب بن الوليد، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً 00 فذكره. قال ابن حبان في ((المجروحين)) (3/ 138) : ((ما رواه إلا يعقوب بن الوليد المدني)) . قلت: وهو كذاب كان يضع الحديث على الثقات. قال أحمد ((كان من الكذابين الكبار)) . وقال الحاكم: ((يعقوب بن الوليد هذا شيخ من أهل المدينة، سكن بغداد، وليس من شرط هذا الكتاب، إلا أنه شاهد.)) قلت: وهذا مما يعاب عليكم، فالشاهد كالعاضد لا يستشهد به إلا أن كان فيه قوة، أو بعضها، ولكن هذا ساقط، ولذا تعقبه الذهبي بقوله: ((يعقوب كذاب)) وقال ابن عدي ((هذا حديث بهذا الإسناد باطل 0)) . ولكن له شاهد من حديث أنس. أخرجه ابن عدي (2/ 509) وعنه ابن الجوزي في ((الواهيات)) (1/ 388) من طريق بقية بن الوليد، عن عبد الله مولى عثمان بن عفان، حدثني
عبد العزيز، حدثني محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك، فذكره مرفوعاً. قال ابن عدي: ((وهذا بهذا الإسناد لا يرويه غير بقية وهو من الأحاديث التي يحدث بها بقية عن المجهولين؛ لأن عبد الله مولى عثمان، وعبد العزيز الذي ذكر في هذا الإسناد لا يعرفان 00)) . وتبعه ابن الجوزى. وشاهد آخر من حديث أبي محذورة - رضي الله عنه - 0 أخرجه ابن عدي (1/ 255) من طريق إبراهيم بن زكريا، ثنا إبراهيم بن أبي محذورة، مؤذن مسجد مكة، قالَ حدثني أبي، عن جدي مرفوعاً 00 فذكره. قالَ ابن عدي: ((وهذا الحديث بهذا الإسناد يرويه إبراهيم بن زكريا)) . قلْتُ: وإبراهيم كانَ يحدث عن الثقات بالبواطيل كما قالَ ابن عدي. قالَ ابن حبان: ((يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الإثبات، إن لم يكن بالمتعمد، فهوَ المدلس عن المكذبين 00)) ثمَّ ساق لهُ أباطيل. وبالجملة: فالحديث ضعيف جداً، بل قالَ أبو حاتم: ((موضوع)) كما في ((نصب الراية)) (1/ 127) فلذا عجب الشيخ أبو الأشبال المحدث رحمه الله في ((شرح الترمذي)) (1/ 322) من الإمام الشافعي أن يورده بغير إسناد في عدة كتب لهُ، محتجاً بهِ، ثمَّ قالَ الشيخ أبو الأشبال: ((هو حديث باطل كما نص عليهِ العلماء الحفاظ 00)) أ. هـ. والله أعلم.
اسم الکتاب : النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة المؤلف : الحويني، أبو إسحق الجزء : 1 صفحة : 59