اسم الکتاب : النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة المؤلف : الحويني، أبو إسحق الجزء : 1 صفحة : 39
16- ((ليسَ شيءٌ منَ الجسدِ إلا وهُوَ يَشكُو ذِربَ اللسانِ. وفي روايةٍ: إلا وَهوَ يَشكُو إلى اللهِ - عز وجل - اللسانَ عَلَى حِدَّتِهِ)) . (1)
(1) 16- ضعيف مرفوعاً.
أخرجه أبو يعلى (ج 1/ رقم 5) ، وابن السني في ((اليوم والليلة)) (7) ، وابن أبي الدنيا في ((الصمت))
(ج 1/ ق2/ 2) ، وفي ((الورع)) (ق 9/ 1) ، وابن المقرئ في ((معجمه)) (ج 4/ ق 2/ 2) ، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، أخبرنا الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر اطلع على أبي بكر، رضي الله عنهما وهو يمد لسانه، فقال: ما تصنع يا خليفة رسول الله صلى الله عليهِ وآله وسلم؟! قالَ: إن هذا أوردني الموارد، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:.... فذكره.
قلت: قد خولف عبد الصمد في ذكر المرفوع من هذا الحديث. وقد رواه جماعة عن زيد بن أسلم عن أبيه، عن عمر أنه دخل على أبي بكر وهو يجبذ لسانه فقال له عمر: مه! ، غفر الله لك!! فقال أبو بكر: ((إن هذا أوردني الموارد)) . فلم يرفعوا شيئاً من الحديث، منهم:
مالك بن أنس، عنه. أخرجه في ((موطئه)) (2/ 988/12) ، ومن طريق أبو نعيم في ((الحلية)) (1/33) .
محمد بن عجلان، عنهُ. أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (9/ 66/ 6551) ، وعنه ابن أبي عاصم في ((الزهد)) (18) .
أسامة بن زيد، عنه. أخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) (9/ 17) .
عبيد الله بن عمر، عنه. أخرجه عبد الله بن أحمد في ((زوائد الزهد)) (112)
هشام بن سعد، عنه. ذكره الدارقطني في ((العلل)) (ج 1/ ق 3/ 1) .
قلت: فهؤلاء جمعياً قد خالفوا عبد الصمد بن عبد الوارث في رفعه إياه، ولا شك في أنهم يترجحون عليه بأمرين: أولاً: لكثرتهم. ثانياً لأنه مع كونه من الثقات إلا أن ابن قانع قال فيه: ((ثقة يخطئ)) . ويقويه قول ابن سعد: ((كان ثقة إن شاء الله)) . وقد رجح الدارقطني في ((العلل) 0 (ج1/ ق 3/1) الموقوف. ووهم عبد الصمد، في روايته المرفوع عن الداوردي. وخالفهم سفيان الثوري، فرواه عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي بكر. فأسقط ذكر ((عمر بن الخطاب)) .
أخرجه ابن المبارك (369) ، ووكيع (287) ، وأحمد (109) ، وابن أبي عاصم (19) جميعاً في ((كتاب الزهد)) . ورواه جماعة من الثقات عن سفيان كذلك منهم: عبد الرحمن بن مهدي، وابن المبارك، ووكيع، وأبو داود الحفري فيظهر أن الوهم من سفيان، لاتفاق هؤلاء جميعاً عنه وقد خالفه جماعة عن زيد بن أسلم، منهم مالك وغيره كما تقدم ذكره. وخالفهم ابن وهب أيضاً، فرواه عن هشام بن سعد، وداود بن قيس، = = ويحيى بن عبد الله بن سالم، وعبد الله بن عمر العمري، عن زيد بن أسلم، عن عمر. فأسقط ذكر ((أسلم)) . وهذه الرواية خطأ، والمحفوظ ذكر ((أسلم)) .
ثم رأيت للحديث طريقاً آخر. أخرجه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (ج1/ ق 4/2) ، وأحمد في ((العلل))
(1/ 263- 264) ومن طريقه العقيلي في ((الضعفاء)) (4/ 290) عن أبي المغيرة، النضر بن إسماعيل القاص، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر به. قال أحمد: ((هو حديث منكر، وإنما هو حديث زيد بن أسلم)) . وفي ((التهذيب)) (10/ 435) أن البخاري روى عن أحمد نحو ذلك.
قلت: والنضر بن إسماعيل، شيخ أحمد فيه، تكلم فيه أحمد وابن معين، وأبو داود والنسائي وغيرهم بما حاصله أنه ضعيف الحفظ، فالوهم منه. والله أعلم. وبالجملة، فالحديث لا يصح مرفوعاً. والله أعلم.
اسم الکتاب : النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة المؤلف : الحويني، أبو إسحق الجزء : 1 صفحة : 39