اسم الکتاب : النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة المؤلف : الحويني، أبو إسحق الجزء : 1 صفحة : 34
11- ((أغبطُ أوليائي عندي منزلةً، رجلٌ مؤمنٌ خفيفُ الحاذِّ، ذو حَظٍ منْ صَلاةٍ، غامضاً في الناسِ، فعجلتُ منيتَهُ، وَقلَّتْ بواكيِهِ، وَقلَّ تراثهُ)) . (1)
(1) (6/ 197- 198، 11/ 225) ، وفي ((الجامع)) (ق 8/ 1) ، وابن الجوزي في ((الواهيات)) (2/ 635) من طريق رواد بن الجراح. عن سفيان الثوري، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة مرفوعاً به.
قلت: وسنده ضعيف، وآفته رواد بن الجراح قال البخاري: ((كان قد اختلط، لا يكاد يقوم حديثه ليس له كثير حديث قائم)) . وقال الساجي: ((يتفرد بحديث ضعفه الحفاظ فيه وخطأوه وهو: خيركم بعد المائتين ... )) وقال ابن أبي حاتم في ((العلل)) (2/ 132) عن أبيه: ((حديث باطل)) .
وقال في موضع آخر (2/ 420) : ((حديث منكر)) . وحكى الذهبي في ((الميزان)) عن أبي حاتم قال:
((منكر لا يشبه حديث الثقات. وإنما كان بدو هذا الخبر فيما ذكر لي أن رجلاً جاء إلى رواد فذكر له هذا الحديث واستحسنه وكتبه، ثم بعد حدث به يحسبه من سماعه)) !! وله شاهد، وهو الحديث الذي بعده.
11- ضعيف جداً.
أخرجه أحمد في ((المسند)) (5/ 252) ، وفي ((الزهد)) (ص - 11) ، والخطابي في ((العزلة)) (ص - 36) ، وابن الجوزي في ((الواهيات)) (2/ 636) عن مطرح أبي المهلب.. وأخرجه الترمذي (2347) ، والبغوي في ((شرح السنة)) (14/246) ، والطبراني (ج8/7829) ، والحاكم (4/123) ، عن يحيى بن أيوب، كلاهما عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة مرفوعاً. وأخرجه ابن المبارك في ((الزهد)) (رقم 196- زوائد نعيم) قال: أنا عبيد الله بن زحر.... إلخ.
قلت: كذا في ((المطبوعة)) ! وابن المبارك لم يدرك عبيد الله بن زحر، فقد سقط من الإسناد: ((يحيى بن أيوب)) شيخ ابن المبارك فيه. فقد رواه سويد بن نصر، وإبراهيم بن عبد الله الخلال عن ابن المبارك، عن يحيى بن أيوب به. وأستبعد أن يكون من أوهام نعيم بن حماد. والله أعلم.
قلت: وهذا سند ضعيف جداً، وفيه علل:
عبيد الله بن زحر. قال ابن المديني: ((منكر الحديث)) ، وضعفه أحمد والدارقطني وغيرهما. قال ابن معين: (عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، ضعاف كلها)) .
قلت: لكن ابن زحر، توبع، تابعه أبو عبد الرحيم، عن أبي عبد الملك، عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً به.
أخرجه الآجري في ((الغرباء)) (رقم 35) قال: حدثنا الفرياني، قال: أخبرنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني، قال: حدثنا محمد بن سلمة الحرناني، عن أبي عبد الرحيم به. فأما الفريابي، وإسماعيل بن عبيد ومحمد بن سلمة الحراني فمن الثقات، وأبو عبد الرحيم، هو خال محمد بن سلمة واسمه خالد بن أبي يزيد بن سماك، وهو ثقة. وأبو عبد الملك هو علي بن يزيد الألهاني - والله اعلم. =
=علي بن يزيد الألهاني ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم. قال البخاري: ((منكر الحديث)) . يعني: لا تحل الرواية عنه، كما هو مصطلحه0 وتركه النسائي والدارقطني والبرقي والأزدي وقال الحاكم أبو أحمد: ((ذاهب الحديث)) .
القاسم أبو عبد الرحمن مولى يزيد بن معاوية. كان أحمد بن حنبل يحمل عليه: ويجعل البلاء في الأحاديث منه. قال ابن حبان في ((المجروحين)) (2/ 62- 63) : ((إذا اجتمع في إسناد خبر: عبيد الله بن زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن، لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم!! فلا يحل الاحتجاج بهذه الصحيفة)) .
قلت: قد توبع ابن زحر والقاسم أخف ضعفاً من علي بن يزيد. ولم أر أحداً إتهم ابن زحر أو القاسم بالكذب.
مطرح أبو المهلب هو ابن يزيد. فإنه مجمع على ضعفه كما قال الحافظ الذهبي. ولكن تابعه يحيى بن أيوب كما هو ظاهر من التخريج، ويحيى فيه مقال أيضاً. قال ابن عدي: ((ولا أرى له - إن روى عن ثقة - حديثاً منكر)) . وهذا الشرط مفقود هنا، فإنه يروي عن ابن زحر، وقد عرفت حالة فيظهر من التحقيق مدى قول الحاكم: ((هذا إسناد للشاميين صحيح عندهم، ولم يخرجاه)) !! فتعقبه الذهبي بقوله: ((قلت: لا، بل إلى الضعف هو)) . ورواه ليث بن أبي سليم، عن عبيد الله بن زحر، واختلف عن ليث فيهِ. وأخرجه أحمد (5/255) ثنا إسماعيل بن إبراهيم، أن ليث، عن عبيد الله [وقع في ((المطبوعة)) : ((عبد الله)) وهو خطأ.] عن القاسم، عن أبي أمامة. فسقط ذكر: ((علي بن يزيد الألهاني)) . وتابعه همام بن يحيى، عن ليث به. أخرجه الطيالسي (1133) ومن طريقه البيهقي في ((الزهد)) (198) وهكذا روى ابن علية وهمام بن يحيى الحديث عن ليث بن أبي سليم، بإسقاط (علي بن يزيد) . وخالفهما عبد العزيز بن مسلم القسملي، فرواه عن ليث بن أبي سليم، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة. فأثبت ((علي بن يزيد)) في السند كرواية يحيى بن أيوب وغيره أخرجه الطبراني في ((الكبير))
(ج 8/ رقم 7860) ، وعنه أبو نعيم في ((الحلية)) (1/ 25) ، وتابعه جرير بن عبد الحميد، عن ليث، عن عبيد الله [وقع في ((المطبوعة)) من ((زهد البيهقي)) في الموضع الأول: ((عبد الله)) وفي الموضع الثاني: ((علي بن زيد)) وكلاهما خطأ، والصواب ما أثبته. والله أعلم.] الأفريقي، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة. أخرجه البيهقي في ((الزهد)) (199) .
قلت: وهذا الاضطراب هو عندي من ليث بن أبي سليم لثقة من رووا عنه الوجهين. والصواب إثبات:
((علي بن يزيد)) في إسناد. وله طريق أخرى عن أبي أمامة، - رضي الله عنه - 0 أخرجه ابن ماجه (2/ 527- 528) ، والأصبهاني في ((الترغيب)) (ق 4/ 1) من طريق صدقة بن مرة، عن أيوب بن سليمان، عن أبي أمامة.... فذكره. ... =
= قلت: وهذا سند واه. قال البوصيري في ((الزوائد)) : ((أيوب بن سليمان ضعيف، قال فيه أبو حاتم: ((مجهول)) وتبعه على ذلك الذهبي في ((الطبقات)) . وصدقة بن عبد الله، متفق على ضعفه أ. هـ. وله طريق ثالث عن أبي أمامة مرفوعاً: أخرجه ابن عدي في ((الكامل)) (5/1865) من طريق هلال بن العلاء، ثنا أبي، عن أبيه، قال: حدثني أبي، عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعاً. فذكره.
قلت: وسنده ضعيف لأجل العلاء بن هلال ((ضعفه أبو حاتم وابن حبان وغيرهما. ويقع لي أن في هذا السند خطأ، لم أتفرغ لتحريره. فالله أعلم. قال ابن حزم في ((المحلى)) (9/ 441) : ((هذا حديث موضوع، وبيان وضعه أنه لو استعمل الناس ما فيه من ترك النسل، لبطل الإسلام، والجهاد وغلب أهل الكفر)) أ. هـ.
قلت: لله در ابن حزم رحمه الله، فليس الشأن في إشاعة هذه الأحاديث إلا ما ذكر. وله شاهد آخر من حديث معاذ مرفوعاً وهو الحديث التالي.
اسم الکتاب : النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة المؤلف : الحويني، أبو إسحق الجزء : 1 صفحة : 34