صفة حجة النبي A) ونوه به الحافظ الذهبي في ترجمة جابر فقال:
(وله منسك صغير في الحج أخرجه مسلم)
وعقد له الحافظ ابن كثير في الجزء الخامس من (البداية والنهاية) فصلا قال فيه:
(وهو وحده منسك مستقل) ثم ساقه (ص 146 - 149)
وهذا الثناء من هؤلاء الأئمة إنما هو على حديثه من الرواية الأولى. فإذا علمت ما ضممنا إليها من فوائد الروايات الأخرى كما سيأتي الإشارة إليه يتبين لك أن منسكا هذا على أسلوبه المبتكر أثر فائدة وأتم من منسكه على الرواية الأولى كما هو بين لا يخفى
روايات المنسك وتخريجها
واعلم أن مدار هذا المنسك من رواية جابر على سبعة من ثقات أصحابه الأكابر:
1 - محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو جعفر الباقر
2 - أبو الزبير بن محمد بن مسلم المكي
3 - عطاء بن أبي رباح المكي
طرقها ومنازلها وغير ذلك من الفوائد المفيدة والنكت الطريفة أسردها متنقلا من منزل إلى آخر من التقيد بالصحيح من ذلك كما هو دأبي في كل كتاباتي وتآليفي وقد جمعت حتى الآن جل مادته فأرجو أن يوفقني الله تعالى لتصنيفه وتأليفه ثم لطبعه ونشره هو حسبي لا إله إلا هو
ثناء العلماء على حديث جابر
هذا وإنما آثرت حديث جابر Bهـ لأنه كما قال النووي:
(وهو أحسن الصحابة سياقة لرواية حديث حجة الوداع فانه ذكرها من حين خروج النبي A من المدينة إلى آخرها فهو أضبط لها من غيره) وقال:
(وهو حديث عظيم مشتمل على جمل من الفوائد ومهمات من مهمات القواعد
قال القاضي عياض: وقد تكلم الناس على ما فيه من الفقه وأكثروا وصنف فيه أبو بكر بن المنذر جزءا كبيرا وخرج فيه من الفقه مائة ونيفا وخمسين نوعا ولو تقصى لزيد على هذا القدر قريب منه)
قلت وبوب مسلم ب (باب حجة النبي A) [1] وأبو داود ب (باب [1] وأما قول الشيخ عبد الحي الكتاني في " التراتيب الإدارية " (2 / 856) : " فبوب صحيح مسلم بقوله: حديث جابر الطويل " فوهم منه فإنما بوب مسلم بهذا لحديث آخر طويل لجابر انظر: (ج 8 ص 231 - 236 منه)
[35]