responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نوادر الأصول في أحاديث الرسول المؤلف : الترمذي، الحكيم    الجزء : 1  صفحة : 98
بِيَدِهِ يجريها على الْأَسْبَاب فَأهل الْيَقِين لَا تَضُرهُمْ الْأَسْبَاب وهم الْأَنْبِيَاء والأولياء عَلَيْهِم السَّلَام يمضون عَلَيْهَا فيحترزون ويتداوون ويحترفون ويحتالون لِأَنَّهُ تَدْبِير الله تَعَالَى كَذَا دبر لِعِبَادِهِ أَن يجْرِي أُمُورهم على الْأَسْبَاب امتحانا مِنْهُ لَهُم لينْظر من يتَعَلَّق قلبه بالأسباب فَتَصِير فتْنَة عَلَيْهِ وَمن يتخلى عَنْهَا فَيكون مَعَ ولي الْأَسْبَاب وخالقها فَيسلم من فتْنَة الْأَسْبَاب لِأَن الْأَسْبَاب لَا تملكه فَإِنَّهُم فِي الْجُمْلَة كلهم آمنُوا واعترفوا بِأَن الْأَشْيَاء كلهَا من الله تَعَالَى ثمَّ صَارُوا على ضَرْبَيْنِ فَضرب مِنْهُم توالت على قُلُوبهم الغفلات وركدت أشغال الشَّهَوَات وظلمتها على قُلُوبهم فحجتهم عَن الانتباه فصاروا كالنيام والسكارى عَن رُؤْيَة هَذَا وَذكره فَإِذا ذكرُوا ذكرُوا فاذا انبهوا انتبهوا ثمَّ عَادوا إِلَى رقدتهم وغفلتهم فَصَارَ ذَلِك لَهُم كالخبر
وَالْآخرُونَ هم أهل الْيَقِين قد خَرجُوا بيقينهم من الْغَفْلَة فالذكر على قُلُوبهم دَائِم والأمور لَهُم مُعَاينَة كَيفَ يجريها وَكَيف يدبرها فَلَيْسَ الْخَبَر كالمعاينة فَإِن استعملوا الْأَسْبَاب لم تَضُرهُمْ فَكَذَلِك هَذَا الْخَيط لما ربطه صَار نصب عينه عَلامَة إِذا وَقع بَصَره عَلَيْهِ ذكر مَا نسي ثمَّ لَا يَحْجُبهُ ذَلِك الْخَيط عَن صنع الله تَعَالَى انه هُوَ الَّذِي ذكره بِهَذَا الْخَيط وَحين ربطه لم يطمئن إِلَى الْخَيط وَلم يركن ركون أهل الْغَفْلَة بل ربطه ابْتِغَاء مُوَافقَة تَدْبِير الله تَعَالَى الَّذِي وَضعه لِعِبَادِهِ وَكَذَلِكَ تداويه من اسقامه وَطَلَبه لمعاشه وَأَخذه الْجنَّة فِي الْحَرْب وحفره الخَنْدَق من أجل الْعَدو وَظَاهر يَوْم أحد بَين درعين وَلَا يظنّ بِرَسُولِهِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انه مَال إِلَى الشَّيْء من الْأَسْبَاب غَفلَة مِقْدَار طرفَة عين

اسم الکتاب : نوادر الأصول في أحاديث الرسول المؤلف : الترمذي، الحكيم    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست