responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف الخفاء - ت هنداوي المؤلف : العجلوني    الجزء : 1  صفحة : 72
وقال العلامة ابن المنير المالكي في المقتفى في شرف المصطفى: قد وقع لنبينا -صلى الله عليه وسلم- إحياء الموتى نظير ما وقع لعيسى ابن مريم إلى أن قال: وجاء في حديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما منع من الاستغفار للكفار دعا الله أن يحيي له أبويه, فأحياهما له فآمنا به وصدقاه, وماتا مؤمنين.
وقال القرطبي: فضائل النبي -صلى الله عليه وسلم- لم تزل تتوالى، وليس إحياؤهما وإيمانهما به ممتنع عقلًا ولا شرعًا، فقد ورد في القرآن إحياء قتيل بني إسرائيل وإخباره بقاتله، وكان عيسى -عليه السلام- يحيي الموتى، وكذلك نبينا -صلى الله عليه وسلم- أحيا الله على يديه جماعة من الموتى، وإذا ثبت هذا فما يمنع من إيمانهما بعد إحيائهما زيادة في كرامته وفضيلته -صلى الله عليه وسلم-.
وقال ابن سيد الناس بعد ذكر قصة الإحياء: والأحاديث الواردة في التعذيب ذكر بعض أهل العلم في الجمع بين هذه الروايات ما حاصله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يزل راقيًا في المقامات السنية, صاعدًا في الدرجات العلية إلى أن قبض الله روحه الطاهرة إليه وأزلفه إلى ما خصه لديه من الكرامة حين القدوم عليه, فمن الجائز أن تكون هذه درجة حصلت له -صلى الله عليه وسلم- بعد أن لم تكن، وأن يكون الإحياء والإيمان متأخرين عن تلك الأحاديث، فلا تعارض انتهى.
ثم قال السيوطي: وقد سئلت أن أنظم هذه المسألة أبياتًا أختم بها هذا التأليف، فقلت:
إن الذي بعث النبي محمدًا ... نجى به الثقلين مما يجحف
ولأمه وأبيه حكم شائع ... أبداه أهل العلم فيما صنفوا
فجماعة أجروهما مجرى الذي ... لم يأته خبر الدعاة المسعف
والحكم فيمن لم تجئه دعوة ... أن لا عذاب عليه حكم يؤلف
فبذاك قال الشافعية كلهم ... والأشعرية ما بهم متوقف
وبسورة الإسراء فيها حجة ... وبنحو ذا في الذكر آي تعرف
ولبعض أهل الفقه في تعليله ... معنى أرق من النسيم وألطف
إذ هم على الفطر التي ولدوا ولم ... يظهر عناد منهم وتخلف
ونحا الإمام الفخر رازي الورى ... معنى به للسامعين تشنف
قال الأُلى ولدوا النبي المصطفى ... كل على التوحيد إذ يتحنف
من آدم لأبيه عبد الله ما ... فيهم أخو شرك ولا مستنكف

اسم الکتاب : كشف الخفاء - ت هنداوي المؤلف : العجلوني    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست