اسم الکتاب : كشف الخفاء - ت هنداوي المؤلف : العجلوني الجزء : 1 صفحة : 364
تمام المعروف أشد من ابتدائه؛ لأن ابتداءَهُ نافلة وتمامه فريضة، وفي معناه ما جاء عن العباس -رضي الله عنه- أنه قال: لا يتم المعروف إلا بتعجيله؛ فإنه إذا عجله هناه.
1018- تمعددوا واخشوشنوا[1].
رواه الطبراني في معجمه الكبير، وابن شاهين في الصحابة، وأبو الشيخ وأبو نعيم في المعرفة عن القعقاع بن أبي حدرد رفعه: "تمعددوا واخشوشنوا واخلولقوا وانتضلوا وامشوا حفاة".
وأخرجه البغوي أيضا في معجم الصحابة عن ابن أبي حدرد من غير تسمية له، وأخرجه الطبراني في الكبير أيضا عن عبد الله بن أبي حدرد وأخرجه أبو الشيخ أيضا عن أبي هريرة رفعه، ورواه الرامهرمزي في الأمثال عن أبي الأدرع الأسلمي رفعه بلفظ: تمعددوا واخشوشنوا وامشوا حفاة.
وقال في المقاصد: فهذا ما فيه من الاختلاف، ومداره على عبد الله بن سعيد وهو ضعيف، ورواه أبو عبيد في الغريب عن عمر أنه قال: "اخشوشنوا وتمعددوا واجعلوا الرأس رأسين". ورواه ابن حبان في صحيحه من طريق أبي عثمان قال: أتانا كتاب عمر فذكر قصة فيها هذا، وقد بينته في الرمي بالسهام، وفيه: وإياكم وزي الأعاجم, انتهى.
وقال ابن الغرس بعد أن ذكر رواية أبي الشيخ: وقلت في المنظومة:
تمعددوا واخشوشنوا واخلولقوا ... وانتضلوا[2] وامشوا حفاة أليق
قال: فجاء بيتًا موزونًا، ثم قال قال المناوي: وروي "واخشوشبوا" بالباء الموحدة, انتهى.
ومعنى تمعددوا: اتبعوا هدي ابن عدنان في الفصاحة، وقيل: تشبهوا بعيشه بالتقشف والغلظ, ودعوا التنعيم وزي العجم. ويقال: تمعدد الغلام: إذا شَبَّ وغلظ، ويشهد له ما في الحديث الآخر: عليكم باللبسة المعدية، أي: الزموا خشونة اللباس.
وقيل: المعنى اقتدوا بمعد بن عدنان والبسوا الخشن من الثياب وامشوا حفاة، فهو حث على التواضع ونهي عن الإفراط في الترفه والتنعم. [1] ضعيف جدًّا: رقم "2481". [2] انتضل القوم وتناضلوا أي: رموا للسبق. لسان العرب "نضل".
اسم الکتاب : كشف الخفاء - ت هنداوي المؤلف : العجلوني الجزء : 1 صفحة : 364