اسم الکتاب : كشف الخفاء - ت هنداوي المؤلف : العجلوني الجزء : 1 صفحة : 303
وقع بعد خلق العرش، والتقدير وقع عند أول خلق القلم, فحديث عبادة بن الصامت مرفوعًا: "أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، فقال: رب وما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء" رواه أحمد والترمذي وصححه.
وروى أحمد والترمذي وصححه أيضا من حديث أبي رزين العقيلي مرفوعا: إن الماء خلق قبل العرش.
وروى السدي بأسانيد متعددة: إن الله لم يخلق شيئًا مما خلق قبل الماء، فيجمع بينه وبين ما قبله بأن أولية القلم بالنسبة إلى ما عدا النور النبوي المحمدي والماء والعرش, انتهى.
وقيل: الأولية في كل شيء بالإضافة إلى جنسه، أي أول ما خلق الله من الأنوار نوري وكذا باقيها، وفي أحكام ابن القطان فيما ذكره ابن مرزوق عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كنت نورًا بين يدي ربي قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام" , انتهى ما في المواهب.
تنبيه: قال الشبراملسي: ليس المراد بقوله من نوره ظاهره من أن الله تعالى له نور قائم بذاته لاستحالته عليه تعالى؛ لأن النور لا يقوم إلا بالأجسام، بل المراد خلق من نور مخلوق له قبل نور محمد, وأضافه إليه تعالى لكونه تولى خلقه، ثم قال: ويحتمل أن الإضافة بيانية، أي: خلق نور نبيه من نور هو ذاته تعالى، لكن لا بمعنى أنها مادة خلق نور نبيه منها, بل بمعنى أنه تعالى تعلقت إرادته بإيجاد نور بلا توسط شيء في وجوده، قال: وهذا أولى الأجوبة نظير ما ذكره البيضاوي في قوله تعالى: {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ} حيث قال: أضافه إلى نفسه تشريفًا وإشعارًا بأنه خلق عجيب, وأن له مناسبة إلى حضرة الربوبية, انتهى ملخصًا.
828- أول من جزع من الشيب إبراهيم حين رآه في عارضه، فقال: يا رب , ما هذه المشوهة التي شوهت بخليلك؟ فأوحى الله إليه: هذا سربال الوقار ونور الإسلام, وعزتي وجلالي ما ألبسته أحدًا من خلقي يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي, إلا استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانًا وأنشر له ديوانًا وأعذبه بالنار، فقال: يا رب زدني وقارًا, فأصبح رأسه مثل الثغامة[1] البيضاء.
قال ابن حجر المكي نقلًا عن السيوطي: كذب موضوع. [1] هو نبت أبيض الزهر والثمر، يشبه به الشيب، النهاية.
اسم الکتاب : كشف الخفاء - ت هنداوي المؤلف : العجلوني الجزء : 1 صفحة : 303