اسم الکتاب : جامع المسانيد والسنن المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 521
الحجاز ليتبع أصحاب عليّ، ففعل بمكة والمدينةِ أفعالاً قبيحة، وقد خَرِف في آخر عمره، وقال الدارقطنيُ: هو صحابيٌ، ولكن لم يكُن لهُ استقامةُ بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال ابن عون: لا أَعرِفُ لهُ غير هذين الحديثين، ولاَ أرَى بإسنادِه بأساً. وقال ابن عساكر: كانت له دار بدمشق بدرب الشّعارين، وكانت لهُ باليمن آثارٌ غير محمودةٍ. قال ابن يونس: وكانت وفاته في آخرِ أيام معاوية، وقال الواقدي وحذيفة وغيرُ واحدٍ: بقي إلى أيام عبد الملك بن مروان، وكانت وفَاتهُ بدمشق، وقال خليفةُ: بالمدينةِ، فالله أعلم، ويقالُ إنه كان قد سبى من نساءِ همدان، فكن أول من سُبِيَ في الإسلام من نساءٍ بعد موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذكرنا في التاريخ شعر عائشة بنت عبد المدانِ في ابنيها فمن ذلك قولها.
ها من أحسن بَنِىّ اللذين هما ... كالدرتين تشطَّى عنهما الصدف
ثم كانت تقف بعد ذلك في موسم الحجيج، فتنشدُ هذا الشعر، ثم تهيمُ عَلَى وجهَها. حديثه في ثالث الشاميين.
1068 - حدثنا الحسن بن مُوسى، حدثنا عبد الله بن لهيعة، حدثنا عياش ابن عباسٍ، عن شُييم بن بيتان، عن جُنادة بن أبي أَميَّةَ: أنَّهُ قال على المنبر بِرُودسِ حين جَلَدَ الرجلين اللذين سرقا غنائم الناس، فقالَ: إنهُ لم يمنعني من قطعهما إلا بُسْر ابن أرطأة، وجد رجلاً سرق في الغزو يقال له مصدرٌ، فجلدهُ [ولم يقطع يده] [1] وقال: (نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القَطِع في الغَزوِ) [2] . رواه مالك عن قتيبة، عن ابن لهيعة بهِ. قال: وقد رواه غيرُ ابن لهيعة ورواه أبو داود، عن أحمد بن صالحٍ، عن يحيى ابن وهبٍ عن حيوةَ بن شُريح/ عن عياش عن شُيَيْم، ويزيد بن صُبح عن [1] مابين المعكوفين سقط من الأصل وزدناه من لفظ المسند. [2] المسند: 4/181 من حديث بسر بن أرطأة.
اسم الکتاب : جامع المسانيد والسنن المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 521