responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المقاصد الحسنة المؤلف : السخاوي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 559
هشيم، وقال الدارقطني: تفرد به خلف بن سالم عن غندر عن شعبة، والطريق الثاني وارد عليه، وكذا رواه أبو عوانة عن أبي بشر مختصرا، أخرجه ابن حبان والعسكري أيضا، وقد صحح هذا الحديث ابن حبان والحاكم وغيرهما، وقول ابن عدي: إن هشيما لم يسمعه من أبي بشر وإنما سمعه من أبي عوانة عنه فدلسه، لا يمنع صحته، لا سيما وقد رواه الطبراني وابن عدي وأبو يعلى الخليلي في الإرشاد من حديث تمامة عن أنس [1] ، ومن هذا الوجه أيضا أورده الضياء في المختارة، وفي لفظ: ليس المعاين كالمخبر، وأورده الدارقطني في الأفراد من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر، وقال: إنه باطل لا يصح عن عمرو ولا عن ابن عيينة، ولعله شبه على محمد بن ماهان يعني إذ رواه عن أبي مسلم المستملي وإبراهيم بن بشار، كلاهما عن ابن عيينة، انتهى. قال العسكري: وأراد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لا يهجم على قلب المخبر من الهلع بالأمر والاستفظاع له مثل ما يهجم على قلب المعاين، قال: وطعن بعض الملحدين في حديث موسى عليه السلام فقال: لم يصدق ما أخبره ربه، وليس في هذا ما يدل على أنه لم يصدق أو شك فيما أخبره، ولكن للعيان روعة هي أنكأ للقلب وأبعث لهلعة من المسموع، قال: ومن هذا قول إبراهيم عليه السلام {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} أي بيقين النظر، لأن للمشاهدة والمعاينة حالا ليست لغيره، وقد أخبر ابن دريد عن أبي حاتم أن أبا مليك [2] أحد فرسان بني يربوع لما قتلت بكر بن وائل ابنيه وأخبر بذلك ولم يشك فيه لم يظهر منه من الجزع مثل ما ظهر منه لما رآهما صريعين، فإنه ألقى بنفسه عن فرسه عليهما، وقد أيقن أنهما قتلا فما شك عند الخبر وغلبه الجزع عند المعاينة انتهى، ولله در القائل:
ولكن للعيان لطيف معنى ... من أجله سأل المعاينة الكليم
وأنشده الحريري في معنى سماعك بالمعيدي خير من رؤيته،

[1] ورواه السهمي في تاريخ جرجان من طريق شعبة عن قتادة عن أنس. [ط الخانجي]
[2] في نسخة بخط الداودي: أبا مليل، بالتصغير. [ط الخانجي]
اسم الکتاب : المقاصد الحسنة المؤلف : السخاوي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 559
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست