اسم الکتاب : المقاصد الحسنة المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 425
سعيد عن أبيهما، وعن أبي هريرة مرفوعا، بلفظ: لو مد مسجدي هذا إلى صنعاء كان مسجدي، وسعد لين الحديث، وأخوه واهٍ جدا، ولابن شبه أيضا عن شيخه أبي غسان، عن محمد بن عثمان، هو ابن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن مصعب بن ثابت عن خباب أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوما وهو في مصلاه: لو زدنا في مسجدنا، وأشار بيده نحو القبلة، وهو منقطع مع لين مصعب. ولو ثبت لكان منزل منزلة الفعل عند القائل بأن همه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفعله، وله أيضا عن أبي غسان عن محمد بن إسماعيل هو ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، هو محمد ابن عبد الرحمن بن المغيرة الفقيه المشهور عن عمر بن الخطاب، قال: لو مد مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكان منه. وهو معضل، ولو ثبت لكان حكمه الرفع، فهو مما لا مجال للرأي فيه، وله أيضا عن أبي غسان حدثني عبد العزيز بن عمران هو المعروف بابن أبي ثابت عن فليح بن سليمان عن ابن أبي عمرة، وهو إما عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأنصاري أو أبوه، أنه قال: زاد عمر رضي اللَّه عنه في المسجد في شاميه، ثم قال: لو زدنا فيه حتى يبلغ الجبانة، كان مسجد رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وابن أبي ثابت متروك الحديث، وبالجملة فليس فيها ما تقوم به الحجة، بل ولا تقوم بمجموعها، ولذا صحح النووي اختصاص التضعيف بمسجده الشريف، عملا بالإشارة في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، والمروي في مسلم عن أبي عمر أيضا دون ما زيد فيه [1] . وأما قول أبي هريرة - إن صح لأنه عند ابن شبة والديلمي بالسند الأول -: واللَّه لو مد هذا المسجد إلى باب داري ما عدوت أن أصلي فيه، فمحتمل لاقتصاره على الصلاة في مسجده الشريف دون الزائد، لاختصاصه بالتمييز بلا شك، ويحتمل أن الضمير فيه لباب داره ولكنه بعيد، وعلى كل حال فليس بثابت أيضا. [1] لكن سئل عن ذلك مالك فقال: ما أراه عليه السلام أشار بقوله: في مسجدي هذا، إلا لما سيكون من مسجده بعده، وأن الله أطلعه على ذلك، نقله أبو عبد الله بن فرحون في شرح مختصر الموطأ. [ط الخانجي]
اسم الکتاب : المقاصد الحسنة المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 425