responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحرر في الحديث المؤلف : ابن عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 397
كَمَا فعل عَلَى الصَّفَا، حَتَّى إِذا كَانَ آخر طَوَافه عَلَى الْمَرْوَة فَقَالَ: لَو أَنِّي اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت لم أسق الْهَدْي وجعلتها عمْرَة، [فَمن كَانَ مِنْكُم لَيْسَ مَعَه هدي فليحل وليجعلها عمْرَة] فَقَامَ سراقَة بن [مَالك بن] جعْشم فَقَالَ: يَا رَسُول الله ألعامنا هَذَا أم لِلْأَبَد؟ فشبك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَصَابِعه وَاحِدَة فِي الْأُخْرَى، وَقَالَ: دخلت الْعمرَة فِي الْحَج - مرَّتَيْنِ - لَا! بل لِلْأَبَد. وَقدم عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه من الْيمن ببدن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَوجدَ فَاطِمَة مِمَّن حل ولبست ثيابًا صبيغا واكتحلت فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهَا! فَقَالَت: [إِن] أبي أَمرنِي بِهَذَا! قَالَ - فَكَانَ عَلّي يَقُول بالعراق - فَذَهَبت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ محرشا عَلَى فَاطِمَة للَّذي صنعت - مستفتيا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِيمَا ذكرت عَنهُ - فَأَخْبَرته أَنِّي أنْكرت ذَلِك عَلَيْهَا! فَقَالَ: صدقت! صدقت! مَاذَا قلت حِين فرضت الْحَج؟ قَالَ: قلت: اللَّهُمَّ إِنِّي أهل بِمَا أهل بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، قَالَ: فَإِن معي الْهَدْي فَلَا تحل. قَالَ: فَكَانَ جمَاعَة الْهَدْي الَّذِي قدم بِهِ عَلّي من الْيمن وَالَّذِي أَتَى بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مائَة، قَالَ: فَحل النَّاس كلهم وقصّروا إِلَّا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَمن كَانَ مَعَه هدي، فَلَمَّا كَانَ يَوْم التَّرويَة، توجهوا إِلَى منى فأهلوا بِالْحَجِّ، وَركب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَصَلى بهَا الظّهْر، وَالْعصر، وَالْمغْرب، وَالْعشَاء، وَالْفَجْر. ثمَّ مكث قَلِيلا حَتَّى طلعت الشَّمْس وَأمر بقبة من شعر تضرب لَهُ بنمرة فَسَار رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَا تشك قُرَيْش إِلَّا إِنَّه وَاقِف عَلَى الْمشعر الْحَرَام، كَمَا كَانَت قُرَيْش تصنع فِي الْجَاهِلِيَّة، فَأجَاز رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى أَتَى عَرَفَة فَوجدَ الْقبَّة قد ضربت لَهُ بنمرة فَنزل بهَا، حَتَّى إِذا زاغت الشَّمْس أَمر بالقصواء فرهلت لَهُ فَأَتَى بطن الْوَادي فَخَطب النَّاس وَقَالَ: إِن دماءكم وَأَمْوَالكُمْ حرَام

اسم الکتاب : المحرر في الحديث المؤلف : ابن عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 397
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست